166

مختصر التحفة الاثني عشرية

مختصر التحفة الاثني عشرية

تحقیق کنندہ

محب الدين الخطيب

ناشر

المطبعة السلفية

پبلشر کا مقام

القاهرة

الملاحظة وهذه قاعدة لهم في محاوراتهم وقد جاء هذا الاستعمال في التنزيل أيضا كقوله تعالى خطابا لسارة امرأة الخليل على نبينا وعليه الصلاة والسلام: ﴿أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد﴾ وقوله ﴿قال لأهله امكثوا﴾ حكاية لخطاب موسى ﷺ لامرأته. وما روي في سنن الترمذي والصحاح الأخر أن النبي ﷺ دعا هؤلاء الأربعة وأدخلهم في عباءة ودعا لهم بقوله «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» وقالت أم سلمة: أشركني فيهم أيضا، قال «أنت على خير وأنت على مكانك». (١) فهو دليل صريح على أن نزولها كان في حق الأزواج فقط وقد أدخل النبي ﷺ هؤلاء الأربعة - رضي الله تعالى عنهم - بدعائه المبارك في تلك الكرامة ولو كان نزولها في حقهم لما كانت الحاجة إلى الدعاء، ولم كان رسول الله ﷺ يفعل تحصيل الحاصل؟ ومن ثمة يجعل أم سلمة شريكة في هذا الدعاء وعلم في حقها هذا الدعاء تحصيل الحاصل؟ ولكن ذهب محققو أهل السنة إلى أن هذه الآية وإن كانت واقعة في حق الأزواج المطهرات فإنه بحكم «العبرة لعموم اللفظ لا لخصوص السبب» (٢) داخل في بشارتها هذه جميع أهل البيت وكان دعاؤه ﷺ في حق هؤلاء الأربعة نظرا إلى خصوص السبب، (٣) ويؤيده ما ورد في الرواية الصحيحة للإمام البيهقي من مثل هذه المعاملة بالعباس وأبنائه أيضا، ويفهم منه أنما كان غرضه ﷺ بذلك أن يدخل جميع أقاربه في لفظة «أهل البيت» الواردة في خطاب الله تعالى: أخرج البيهقي عن أبي أسيد الساعدي قال: قال رسول الله ﷺ للعباس بن عبد المطلب «يا أبا الفضل لا ترم منزلك أنت وبنوك غدا حتى آتيك فإن لي بكم حاجة» فانتظروه حتى جاء بعد ما أضحى فدخل عليهم فقال: السلام عليكم فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. قال: كيف أصبحتم؟ قالوا: بخير نحمد الله. فقال لهم: تقاربوا. فزحف بعضهم إلى بعض حتى إذا أمكنوا اشتمل عليهم بملاءة ثم قال «يا رب هذا عمي وصنو أبي وهؤلاء أهل بيتي استرهم من النار كستري إياهم بملاءتي هذه» قال فأمنت أسكفة الباب وحوائط البيت وقالت: آمين آمين آمين. (٤) وروى ابن ماجه أيضا هذا الحديث مختصرا. (٥) والمحدثون الآخرون أيضا

(١) والحديث موضوع حسب ابن الجوزي في العلل المتناهية: ١/ ٢٥٣. (٢) وهو مذهب جمهور المفسرين، ينظر البرهان في علوم القرآن: ١/ ٣٢؛ السيوطي، الإتقان: ١/ ٨٩ .. (٣) قال ابن تيمية: «وهذا السياق يدل على أن ذلك أمر ونهى، ويدل على أن أزواج النبي ﷺ من أهل بيته، فإن السياق إنما هو في مخاطبتهن، ويدل على أن قوله: ﴿ليذهب عنكم الرجس أهل البيت﴾ عمّ غير أزواجه كعلي وفاطمة وحسن وحسين ﵃، لأنه ذكره بصيغة التذكير لما اجتمع المذكر والمؤنث، وهؤلاء خصوا بكونهم من أهل البيت من أزواجه، فلهذا خصهم بالدعاء لما أدخلهم في الكساء، كما أن مسجد قباء أسس على التقوى ومسجده ﷺ أيضا أسس على التقى وهو أكمل في ذلك ...». منهاج السنة النبوية: ٤/ ٢٣ - ٢٤. (٤) أخرجه الطبراني، المعجم الكبير: ١٩/ ٢٦٣. قال عنه الهيثمي: «وإسناده حسن». (٥) سنن ابن ماجه: ٢/ ١٢٢٢.

1 / 151