مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر
مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر
ایڈیٹر
روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٠٢ هـ - ١٩٨٤م
اصناف
تراجم و طبقات
قال عمرو بن مهاجر: سمعت عمر بن عبد العزيز، وذكر مسجد دمشق فقال:
رأيت أموالًا أنفقت في غير حقها، فأنا مستدرك ما أدركت منها فراده إلى بيت المال، أعمد إلى ذلك الفسيفساء والرخام فأقلعه وأطينه، وأنزع تلك السلاسل وأجعل مكانها حبالًا، وأنزع تلك البطائن فأبيع جميع ذلك وأدخله بيت المال، فبلغ ذلك أهل دمشق فاشتد عليهم، فخرج إليه أشرافهم فيهم خالد القسري فقال لهم خالد: ائذنوا لي حتى أكون أنا المتكلم، فأذنوا له. فلما أتوا دير سمعان استأذنوا على عمر فأذن لهم، فلما دخلوا سلموا عليه، فقال له خالد: يا أمير المؤمنين، بلغنا أنك هممت في مسجدنا بكذا وكذا، قال نعم، رأيت أموالًا أنفقت في غير حقها، وأنا مستدرك ما أدركت منها فرداه إلى بيت المال، فقال له: والله ما ذلك لك يا أمير المؤمنين، فقال عمر: لمن هو، لأمك الكافرة؟! وغضب عمر، وكانت أمه نصرانية، أم ولد، رومية، فقال خالد: إن تك كافرة فقد ولدت مؤمنًا، فاستحيا عمر، وقال: صدقت، فما قولك: فما ذلك لي؟ قال: إنا كنا معشر أهل الشام وإخواننا من أهل مصر وإخواننا من أهل العراق نغزو فيفرض على الرجل منا أن يحمل من أرض الروم قفيزًا بالصغير من فسيفساء وذراعًا في ذراع من رخام، فيحمله أهل العراق وأهل حلب إلى حلب، ويستأجر على ما حملوا إلى دمشق، ويحمل أهل حمص إلى حمص، ويستأجر على ما حملوا إلى دمشق، ويحمل أهل دمشق، ومن وراءهم حصتهم إلى دمشق، فذلك قولي: ما ذلك لك، فسكت عمر، ثم جاءه بريد من مصر من واليها يخبره أن قاربًا ورد عليه من رومية فيه عشرة من الروم، عليهم رجل منهم، يريدون الوفود إلى أمير المؤمنين، فكتب إليه أن وجههم إلي ووجه معهم عشرة من المسلمين، عليهم رجل منهم، كل منهم يحسن الكلام بالرومية، ولا يعلمونهم ذلك حتى يحملوا إلي كلامهم، فساروا حتى نزلوا دمشق خارج باب البريد، فسأل الروم رئيس العشرة من المسلمين أن يستأذن لهم الوالي في دخول المسجد، فأذن لهم، فمروا في الصحن حتى دخلوا من الباب الذي يواجه القبة، فكان أول ما استقبلوا المقام، ثم رفعوا رؤوسهم إلى القبة فخر رئيسهم مغشيًا عليه، فحمل إلى منزله، فأقام ما شاء الله أن يقيم ثم أفاق. فقالوا له بالرومية: ما قصتك. عهدنا بك بالرومية، وما ننكرك، وصحبتنا في طريقنا هذه فما
1 / 269