129

مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر

مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر

تحقیق کنندہ

روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٢ هـ - ١٩٨٤م

إلا واردها كان على ربك حتمًا مقضيًا " فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورد. ثم خرج القوم حتى نزلوا معان، فبلغهم أن هرقل قد نزل بمآب في مئة ألف من الروم ومئة ألف من المستعربة، فأقاموا بمعان يومين. وقالوا: نبعث إلى رسول الله ﷺ فنخبره بكثيرة عدونا. فإما أن يمدنا، وإما أن يأمرنا أمرًا، فشجع الناس عبد الله بن رواحة، قال: يا قوم، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم لها، إياها تطلبون: الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا كثرة، وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فإن يظهرنا الله به فربما فعل، وإن تكن الأخرى فهي الشهادة، وليست بشر المنزلتين، فقال الناس: والله لقد صدق ابن رواحة، فانشمر الناس وهم ثلاثة آلاف حتى لقوا جموع الروم بقرية من قرى البلقاء يقال لها: شراف ثم انحاز المسلمون إلى مؤتة، قرية فوق أحساء. وقيل: كانوا ستة آلاف من المهاجرين والأنصار وغيرهم. قال عطاف بن خالد المخزومي: وخرج رسول الله ﷺ مشيعًا لهم حتى بلغ ثنية الوداع فوقف ووقفوا حوله، فقال: اغزوا باسم الله، فقاتلوا عدو الله وعدوكم بالشام، وستجدون بها رجالًا في الصوامع معتزلين الناس فلا تعرضوا لهم، وستجدون آخرين، للشياطين في رؤوسهم مفاحيص، فافلقوا هامهم بالسيوف، ولا تقتلن امرأة ولا صغيرًا ضرعًا، ولا كبيرًا فانيًا، ولا تعزقن نخلًا، ولا تقطعن شجرًا ولا تهدموا بناء. وعن أبي هريرة قال: شهدت مؤتة. فلما رأينا المشركين رابنا ما لا قبل لنا به من العدد والسلاح والكراع والديباج والحرير والذهب، فبرق بصري، فقال لي ثابت بن أقرم: يا أبا هريرة، مالك، كأنك ترى جموعًا كثيرة! قلت: نعم، قال: لم تشهدنا ببدر أنا لم ننصر.

1 / 153