مختصر تفسير المعوذتين

Muhammad ibn Abd al-Wahhab d. 1206 AH
6

مختصر تفسير المعوذتين

مختصر تفسير المعوذتين

تحقیق کنندہ

ناصر بن سعد الرشيد

ناشر

جامعة الإمام محمد بن سعود،الرياض

ایڈیشن نمبر

-

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

تفسیر
إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ ١وذلك "أن النبي ﷺ نظر إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل القبلة وعليه رداؤه ثم قال: اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض أبدا. فما زال يستغيث بربه حتى التزمه الصديق من ورائه فقال: يا رسول الله! يكفيك بعض مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك" فأنزل الله هذه الآية ٢. وقوله: ﴿مردفين﴾ أي متتابعين، وقوله: ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ﴾ ٣، وإلا فهو قادر على نصركم ولهذا قال: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ ٤ أي: له العزة ولمن آمن به، حكيم فيما شرعه من القتال مع القدرة على إهلاكهم بدونه. وقوله: ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ﴾ ٥ يذكرهم الله تعالى ما أنعم عليهم من إنزال النعاس عليهم في ذلك الموطن، قال ابن مسعود ٦: "النعاس في القتال أمنة من الله، وفي الصلاة (ومجالس الذكر) من الشيطان"؛ وقد أصابهم يوم أحد أيضا. وقوله: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ الآية، وذلك أنهم حين ساروا إلى بدر كان بينهم وبين الماء رمل فأصاب المسلمين ضعف، وألقى الشيطان

١ سورة الأنفال آية: ٩-١٠. ٢ ابن جرير: ٩/١٨٩، ابن كثير: ٢/٢٨٩، ابن الجوزي: ٣/٣٢٥، زاد المعاد: ٢/٨٧، سيرة ابن هشام: ٢/٢٦٧. ٣ سورة الأنفال آية: ١٠. ٤ سورة الأنفال آية: ١٠. ٥ سورة الأنفال آية: ١١. ٦ ابن جرير: ٩/١٩٣، ابن كثير: ٢/٢٩١.

1 / 8