مختصر صفة الصفوة
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
اصناف
ابن وهب قال: قال سفيان بن عيينة إنما منزلة الذي يطلب العلم ينتفع به بمنزلة العبد يطلب كل شيء يرضي سيده يطلب التحبب إليه والتقرب إليه والمنزلة عنده لئلا يجد عنده شيئا يكرهه.
وعن حرملة بن يحيى قال اخذ سفيان بن عيينة بيدي فأقامني في ناحية فأخرج من كمه رغيف شعير وقال لي: دع يا حرملة ما بقول الناس هذا طعامي منذ ستين سنة.
قال ابن عيينة إذا وافقت السريرة العلانية فذلك العدل وإذا كانت السريرة افضل من العلانية فذلك الفضل وإذا كانت العلانية افضل من السريرة فذلك الجور.
قال سفيان بن عيينة: إذا ترك العالم لا أدري أصيبت مقاتله.
كان سفيان بن عيينة بعدما أسن يتمثل بهذا البيت.
يعمر واحد فيغر قوما وينسى من يموت من الصغار
قال سفيان بن عيينة لولا أن الله عز وجل طمأن ابن آدم بثلاث ما أطاقة شيء وأنهن لقيه وإنه على ذلك لوثاب الفقر والمرض والموت.
وعن حيان بن صخر بن جويرية قال سمعت سفيان بن عيينة يقول ليس يضر المدح من عرف نفسه.
قال ابن عيينة العلم إن لم ينفعك ضرك.
وعن أبي موسى الأنصاري قال: قال سفيان إن من توقير الصلاة أن تأتي قبل الإقامة.
قال سفيان بن عيينة كان يقال اسلكوا سبل الحق ولا تستوحشوا من قلة أهلها.
قال سفيان بن عيينة كان يقال الأيام ثلاثة: فأمس حكيم مؤدب ترك حكمته وأبقاها عليك واليوم صديق مودع كان عنك طويل الغيبة حتى أتاك ولم تأته وهو عنك سريع الظعن وغدا لا تدري أتكون من أهله أو لا تكون.
قال سفيان بن عيينة لم يجتهد أحد قط اجتهادا ولم يتعبد أحد قط عبادة افضل من ترك ما نهى الله عنه.
قال سفيان بن عيينة كان يقال أشد الناس حسرة يوم القيامة ثلاثة رجل كان له عبد فجاء يوم القيامة أفضل عملا منه ورجل له مال فلم يتصدق منه فمات فورثه غيره فتصدق منه ورجل عالم لم ينتفع بعلمه فعلم غيره فانتفع به.
صفحہ 74