296

مختصر صفة الصفوة

مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى

اصناف

تصوف

رأى محمد بن واسع ابنا له وهو يخطر بيده. فقال: ويحك تعال، تدري من أنت? أمك اشتريتها بمائتي درهم، وأبوك فلا أكثر الله في المسلمين مثله تمشي هذه المشية? محمد بن مهزم قال: كان محمد بن واسع يصوم الدهر وخيفي ذلك.

قال محمد بن واسع: اللهم إن كان أخلق وجهي كثرة ذنوبي فهبني لمن أحببت من خلقك.

قال محمد بن واسع: ما آسى من الدنيا إلا على ثلاث: صاحب إذا اعوججت قومني، وصلاة في جماعة يحمل عني سهوها وأفوز بفضلها وقوت من الدنيا ليس لأحد فيه منة ولا لله عز وجل فيه تبعة.

قال الربيع: رأيت محمد بن واسع بسوق مرو يعرض حمارا على لابيع. فقال له رجل: أترضاه لي? قال: لو رضيته لك ما بعته.

قاسم الخواص قال: قال محمد بن واسع لرجل: أبكاك قط سابق علم الله عز وجل فيك.? أبو عامر قال: حدثني صاحب لنا قال: لما ثقل محمد بن واسع كثر الناس عليه في العبادة. قال: فدخلت فإذا قوم قيام وآخرون قعود. فأقبل علي فقال: أخبرني ما يغني هؤلاء عني إذا أخذ بناصيتي وقدمي غدا وألقيت في النار? ثم تلا هذه الآية يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام الرحمن آية 41.

قال يونس بن عبيد: دخلنا على محمد بن واسع نعوده فقال: ما يغني عني ما يقول الناس إذا أخذ بيدي ورجلي فألقيت في النار? عن حزم قال: قال محمد بن واسع وهو في الموت: يا إخوتاه تدرون أي يذهب بي? يذهب بي والله الذي لا إله إلا هو، إلى النار أو يعفو عني.

قال محمد بن عبد الله، دخلنا على محمد بن واسع وهو يقضي. فقال: يا إخوتي يا إخوتاه هبوني وإياكم سألنا الله الرجعة فأعطاكموها ومنعنيها فلا تخسروا أنفسكم.

صفحہ 300