مختصر صفة الصفوة
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
اصناف
كان عند عبد الصمد جزء عن النجاد فاخذت من ابي بكر البقال نسخته ومضيت انا وابو يعلى بن المامون إليه فسلمنا عليه وسالناه ان يحضرنا في المسجد لنسمع الجزء منه وسبقناه الى المسجد.
فدخل وسلم وصلى ركعتين ثم جاء فجلس بين ايدينا فقلت له انما حضرنا لنسمع منك فان رأيت ان ترتفع الى صدر المجلس فقال هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم واشار الى ابن المامون وانت رجل من اهل العلم وما كنت لارتفع عليكما في المجلس.
جاء رجل الى عبد الصمد بمائة دينار ليدفعها إليه فقال له انا غني عنها فقال فرقها على اصحابك هؤلاء فقال ضعها على الارض ففعل فقال عبد الصمد للجماهة من احتاج منكم الى شيء فلياخذه على قدر حاجته فتوزعها الجماعة على صفات مختلفة من القلة والكثرة ولم يمسها هو بيده ثم جاء ابنه بعد ساعة فطلت منه شيئا فقال له اذهب الى البقال فخد منه ربع رطل تمرا.
وقال التنوخي كنت يوم الجمعة في جامع المنصور والخطيب على المنبر وعلى يساري علي بن طلحة المقري البصري فمددت عيني فرأيت عبد الصمد بالقرب مني فهممت بالنهوض إليه وكان صديقا لي فاحتشمت من القيام في مثل ذلك الوقت مع قرب قيام الصلاة فقام ومشى نحوي فقمت إليه فقال لي اجلس ايها القاضي فليس اليك قصدت ولا لك اردت بمجيئي انما هذا اردت واليه قصدت يعني ابن طلحة وذلك ان نفسي تأباه وتكرهه فاردت ان اذلها بصده واخالف ارادتها فقصدته فقام ابن طلحة إليه وقبل راسه وعاد عبد الصمد الى موضعه.
اجتاز عبد الصمد يوما بسوق الطعام فراى غلاما يقال له عزيز وقد خرج مع العيارين وكانت أيامهم والناس مجتمعون عليه وأبواه يبكيان ويعذلانه ويأبى عليهم. فلما اكثر عليه قال لهما مثلي يقول شيئا يرجع عنه قد قلت لاصحابي اني منكم امضيا اطلبا عزيزا غيري شاروفتي في جيبي.
صفحہ 160