214

مختصر منهاج القاصدين

مختصر منهاج القاصدين

ایڈیٹر

شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط

ناشر

مكتبة دار البيان

اشاعت کا سال

1398 ہجری

پبلشر کا مقام

دمشق

اصناف

تصوف
القسم الثاني من الكتاب في بيان الرياء وحقيقته وأقسامه وذمه ونحو ذلك
وقد ورد ذم الرياء في الكتاب والسنة، من ذلك قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ﴾ [الماعون: ٤ - ٦] وقوله: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: ١١٠]
وأما الأحاديث، فقد روى عن رسول الله ﵌، فيما يرويه عن ربه ﷿ أنه قال: "من عمل عملًا أشرك فيه غيرى، فهو للذي أشرك، وأنا منه بريء".
وفى حديث آخر: أن رسول الله ﵌ قال: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: يا رسول الله: وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء، يقول الله ﷿ لهم يوم القيامة إذ جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، هل تجدون عندهم خيرًا".
وقال بشر الحافي: لأن أطلب الدنيا بمزمار أحب إلى من أن أطلبها بالدين.
واعلم: أن الرياء مشتق من الرؤية، والسمعة مشتقة من السماع، فالمرائي يرى الناس ما يطلب به الحظوة عندهم وذلك أقسام:
الأول: الرياء في الدين، وهو أنواع:
أحدهما: أن يكون من جهة البدن، بإظهار النحول والصفار، ليريهم بذلك شدة الاجتهاد، وغلبة خوف الآخرة، وكذلك يرائي بتشعث الشعر، ليظهر أنه مستغرق في هم الدين، لا يتفرغ لتسريح شعره.
ويقرب من هذا خفض الصوت، وإغارة العينين، وذبول الشفتين، ليدل بذلك على أنه مواظب على الصوم، ولهذا قال عيسى بن مريم ﵇: إذا صام أحدكم

1 / 214