Mukhtasar Ma'arij al-Qubool
مختصر معارج القبول
ناشر
مكتبة الكوثر
ایڈیشن نمبر
الخامسة
اشاعت کا سال
١٤١٨ هـ
پبلشر کا مقام
الرياض
اصناف
الطريق والحياء شعبة من الإيمان) (١) .
ومن أدلة التفاضل في الإيمان ما رواه ابن أبي عاصم في السنة عن حذيفة ابن الْيَمَانِ ﵁ قَالَ: (الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ: قَلْبٌ أَجْرَدُ كَأَنَّمَا فِيهِ سِرَاجٌ يُزْهِرُ، فَذَلِكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ. وَقَلْبٌ أَغْلَفُ فَذَلِكَ قَلْبُ الْكَافِرِ. وَقَلْبٌ مُصْفَحٌ فَذَلِكَ قَلْبُ الْمُنَافِقِ. وَقَلْبٌ فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ وَمَثَلُ الْإِيمَانِ فِيهِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ يَسْقِيهَا مَاءٌ طَيِّبٌ، وَمَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كَمَثَلِ قرحة يمدحها قيح ودم فأيهما غلب عليه غلبه) (٢) .
وَالْمَقْصُودُ بَيَانُ أَنَّ النَّاسَ مُتَفَاوِتُونَ فِي الدِّينِ بتفاوت الإيمان في قلوبهم بل والله يتفاوتون ويتفاوضون فِي عَمَلٍ وَاحِدٍ يَعْمَلُهُ كُلُّهُمْ فِي آنٍ وَاحِدٍ وَفِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّ الْجَمَاعَةَ فِي الصَّلَاةِ صَافُّونَ كُلُّهُمْ فِي رَأْيِ الْعَيْنِ، مُسْتَوُونَ فِي الْقِيَامِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَالْخَفْضِ وَالرَّفْعِ، وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ، وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ، وَالتِّلَاوَةِ وَسَائِرِ الْأَذْكَارِ وَالْحَرَكَاتِ والسكنات، في مسجد واحد
(١) رواه البخاري في الإيمان باب أمور الإيمان بلفظ: (الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان) ومسلم في الإيمان، باب بيان شعب عدد الإيمان وانظر الفتح ج١ ص٦٧، شرح النووي ج٢ ص٣-٦.
(٢) وصححه ابن القيم في إغاثة اللهفان عن حذيفة موقوفًا وفيه تسمية قلب المنافق الخالص بالقلب المنكوس. إغاثة اللهفان ج١ ص١٢. وقال المؤلف - الشيخ حافظ ﵀ وَهَذَا الْمَوْقُوفُ قَدْ رُوِيَ مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ حَسَنٍ، وذكر رواية الإمام أحمد له عن ابن سعيد الخدري ﵁ مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ بإسناد جيد حسن، وذكر رواية الإمام أحمد له عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ﵁ مرفوعًا، وفيه تسمية القلب الذي فيه إيمان ونفاق بالقلب المصفح، وتسمية قلب المنافق بالقلب المنكوس. وصحح الألباني الموقوف وقال: وقد خالفه ليث وهو ابن أبي سليم فقال عن عمر بن مرة عن أبي البختري عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ فذكره، وليث ضعيف لاسيما إذا خالف الثقات. انظر تحقيق كتاب الإيمان لابن أبي شيبة ص ١٧.
1 / 321