فنحلُب ونشربُ، وَمَا يحلُب إنسانٌ قَطْرة لبنٍ، وَمَا يجدهَا فِي ضَرع، حَتَّى كَانَ الحاضرُ من قَوْمنا يَقُولُونَ لرعاتهم: ويْلَكم اسرَحوا حَيْثُ يَسرَحُ راعي بنت أبي ذُؤَيب [فتروح أغنامهم جياعًا مَا تَبِضّ بقطرة لبنٍ، وَتَروح غنمي شِباعًا لَبَنًا] .
وأرضعتْ مَعَه [ﷺ] ابنَ عمِّه أَبَا سُفْيَان بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب بلبَن ابْنهَا / ٤ و. عبد الله أخي أُنيَسةَ، وَقيل: حُذَافة وَهِي الشَّيماء، أَوْلَاد الْحَارِث بن عبد الْعُزَّى بن رِفَاعَة السَّعْدِيّ. وَقد قيل: إِنَّه أسلم، والشَّيماء هِيَ الَّتِي كَانَت تَحضُنُ رَسُول الله [ﷺ] مَعَ أُمِّها وتُوَرّكه، وَهِي الَّتِي قدِمتْ عَلَيْهِ فِي وَفد هَوازن.
وَكَانَ حَمزةُ عمُّ رَسُول الله [ﷺ] مُستَرضَعًا لَهُ فِي بَني سَعْد بن بَكْر، فأرضعت أمُّه رَسُول الله [ﷺ] يَوْمًا وَهُوَ عِنْد أُمِّه حليمة، وَكَانَ حمزةُ رضيعَ النبيِّ [ﷺ] من وَجْهَيْن، من جِهَة ثُويْبَة، وَمن جِهَة السَّعْديّة.
وَعند حليمة شُقَّ صَدره [ﷺ] . ومُلئ حكمةَ وإيمانًا، وَرُوِيَ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت: كَانَ يشبُّ فِي الْيَوْم شبابَ الصبيِّ فِي شهرٍ، فَلَمَّا شبّ ردّته إِلَى أمِّه وَهُوَ ابْن خمس سِنِين وشهرٍ، وَقيل: أَربع سِنِين، وَقيل: سنتَيْن وشهرٍ.
وقدمت حليمةُ على رَسُول الله [ﷺ] مكةَ وَقد تزوجّ خديجةَ، فشكَتْ إِلَيْهِ
1 / 25