مختصر في علم النفس الإنسانية
مختصر في علم النفس الإنسانية
اصناف
في لوح الخيال وعند النوم تلوح في الحس المشترك. السبب الثاني: أن القوة المفكرة إذا أمعنت في شيء من الأشياء أو أمر من الأمور جهارا
3
فتنتقش صورة هذا الأمر في المصورة، فإذا عرض سكون الحواس الظاهرة وقت غفلة النوم انطبع شبح ما كان في المصورة في القوة القريبة إلى الحواس وهي الحس المشترك. السبب الثالث: إذا هلكت القوة المتخيلة بسبب عرض للوح الحامل لها فانزعجت أفاعيله، فإن غلبت عليه الحرارة شاهد
4
النيران والكيران والأتاتين المشعولة، وإن غلبت البرودة شاهد الأنهار والثلوج والجليد، وإن كان عنده الامتلاء أحس بانصباب الأثقال عليه. السبب الرابع: فعل الأبالسة في أكثر الأحوال أن يجعلوا الناس يتخيلون
5
في الأحلام ويحتالوا على أن يطغوهم بأسباب تصبو عقولهم إليها.
أما الأحلام الصادقة فنقول: إن جميع ما كان ويكون وهو كائن، هو معلوم عند [63] البارئ تعالى علما لا يشوبه الغيار والقسمة، وهذه الأمور المذكورة معلومة عند أهل العقول المجردة، وضرب من ذلك معلوم
6
عند النفوس التي فارقت أبدانها، وضرب منه عند النفوس التي لم تفارق ولكن فيها قبول الفيض والإنعام من البارئ تعالى ومن العقول المجردة أيضا ومن النفوس التي هي من نوعها. فسبب الامتناع من هذا القبول الدائم العلاقة البدنية، فإذا حصل السكون والهدوء عند النوم وعدم الانقياد للأمور البدنية فلا بد أن يحصل الاتصال بالجواهر الروحانية المناسبة لها وتتصور بصورها وترتسم في ذاتها المعلومات الخفية عنها المختصة بها وببدنها، وبهذه المعلومات المذكورة يجب عليها التذكار في حال اليقظة دون غيرها مثلما قيل ليوسف: «قم بالطفل وأمه وانطلق بهما إلى مصر.»
نامعلوم صفحہ