وقد قال أحمدُ لرجلٍ وَدَّعَه: قلْ: يا دليلَ الحائرِينَ، دُلَّني على طريقِ الصادقِينَ.
وقد أنكرَ طائفةٌ - كالقاضي أبي بكرٍ وابنِ عَقيلَ - أن يكونَ من أسمائِه: الدليلُ.
والصوابُ ما عليه الجمهورُ؛ لأنَّ الدليلَ المُعرِّفُ المَدْلولَ، ما يُستدل به (^١).
وفي الصحيحِ: «إنَّ اللهَ وَتْرٌ» (^٢)، «إنَّ اللهَ جميلٌ» (^٣)، «إنَّ اللهَ نظيفٌ» (^٤)، «إنَّ اللهَ طَيِّبٌ» (^٥)، فهذه في الأحاديثِ، وتَتَبُّعُه يطولُ؛ مثلُ: «سُبُّوحٍ قُدُّوسٍ»، أنَّه كان يقولُه (^٦)، واسمُه «الشافي» كما في الصحيحِ: «أنتَ الشافي، لا شافيَ إلا أنتَ» (^٧).
وكذلك أسماؤُه المضافةُ؛ مثلُ: أرحمِ الراحمينَ، وخيرِ الغافرينَ،
(^١) قوله: (لأنَّ الدليلَ المُعرِّفُ المَدْلول ما يستدل به) هكذا في الأصل، وعبارة مجموع الفتاوى ٢٢/ ٤٨٤: (لأن الدليل في الأصل هو المعرف للمدلول، ولو كان الدليل ما يستدل به؛ فالعبد يستدل به أيضًا، فهو دليل من الوجهين جميعًا).
(^٢) رواه البخاري (٦٤١٠)، ومسلم (٢٦٧٧) واللفظ له، من حديث أبي هريرة ﵁.
(^٣) رواه مسلم (٩١)، من حديث عبد الله بن مسعود ﵁.
(^٤) رواه الترمذي (٢٧٩٩)، من حديث سعد بن أبي وقاص ﵁.
(^٥) رواه مسلم (١٠٥١)، من حديث أبي هريرة ﵁.
(^٦) رواه مسلم (٤٨٧)، من حديث عائشة ﵂.
(^٧) رواه البخاري (٥٧٤٢)، من حديث أنس ﵁، والبخاري (٥٧٥٠) ومسلم (٢١٩١) بنحوه، من حديث عائشة ﵂.