18

Mukhtasar al-Fawa'id al-Makkiyah fi ma Yahtajuhu Talabat al-Shafi'iyyah

مختصر الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية

تحقیق کنندہ

يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي

ناشر

دار البشائر الإسلامية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1425 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

[ أقسام العلوم ]

وَيَنْقَسِمُ العِلْمُ غالباً إِلَى فَرْضِ عَيْنٍ، وَفَرْضِ كِفَايَةٍ.

(فالأوَّلُ) ما لا رُخْصَةَ لِمُكَلَّفٍ في جَهْلِهِ، وهو عِلْمُ ما تَتَوَقَّفُ عليه صِحَّةُ إِيمانِهِ، مِنَ الأُصُولِ الدِّينِيَّةِ، وعِلْمُ ظواهِرِ ما يَتَعَلَّقُ بهِ في الحالِ، وَلَوْ نَفْلاً، مِنَ الأَحْكَامِ الفِقْهِيَّةِ.

فَعَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ قَادِرٍ تَعَلُّمُ ما لا يَصِحُّ إِيمانُهُ بِدُونِهِ.

وما يَحتاجُه في نَحْوِ وُضُوئِهِ وَصَلاتِهِ وَصَوْمِهِ، وزَكَاةٍ وَجَبَتْ عَلَيْهِ، وحَجِّ أَرَادَهُ، وفيما يُباشِرُه مِنْ مُعامَلَةٍ، وَصِناعَةٍ، ومُناكَحَةٍ، ومُعاشَرَةٍ ونحوها.

وهذا على الأصَحّ هُوَ المُراد بالعِلْمِ في الحديث المَشْهُورِ: ((طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ))(١). وَمِنْهُ تَجْوِيدُ الفاتِحَةِ، وَعِلْمُ القَلْبِ المُحتاجُ إِلَيهِ في تَطْهِيرِهِ ومُدَاواتِهِ، حتّى يَتَخَلَّى عَنْ دَنِيءِ الأَخْلاقِ، وَيَتَحَلَّى بِسَنِيِّها، وذلك هو ((التَّصَوُّفُ))، وهو فَرْضُ عَيْنِ.

(١) حديث ((طلب العلم فريضة على كل مسلم))، أخرجه ابن ماجه في سننه ٨١/١ من رواية أنس بن مالك، في المقدّمة، باب فضل العلماء والحَثّ على طلب العلم، الحديث (٢٢٤). وفي الزوائد: (إسناده ضعيف، لضعف حفص بن سليمان). قال السيوطي: سُئِل الشيخ مُحيي الدين النووي رحمه الله عن هذا الحديث، فقال: إنه ضعيف - أي سَنَداً - وإن كان صحيحاً - أي معنَى - وقال تلميذه جمال الدين المِزّي: هذا الحديث رويَ مِنْ طُرُق تَبْلُغْ رُتْبَةَ الحُسْنِ. وهو كما قال، فإني رأيتُ له خمسين طريقاً، وقد جمعتُها في ((جُزْء)) ). انتهى كلام السيوطي.

18