مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
اصناف
ظهرت مساعدة راهبة شابة ممتلئة الجسد، وهي تبتسم. لا تدل هذه الابتسامة على السرور بقدر ما هي علامة تقول: أنا لا أحمل تجاهك أية عواطف أو مشاعر.
تقدمت مساعدة الراهبة أمامهما لإرشادهما، فدخل الاثنان الحديقة الأمامية لدير «تنشيئن».
يوجد هناك درجات حجرية بيضاء في غاية الجمال، تلتف حول نجيل أخضر وشجيرات جانبية تم تقصيفها بعناية ونظافة، صاعدة ناحية قاعة الصلاة. لا توجد زهور، ولكن فقط يتردد طنين أجنحة النحل الثقيل هنا وهناك. بالإضافة إلى ذلك يرتفع سور الحديقة الداخلية عاليا، وكذلك أسطح المباني المهيبة لصالة القداس وأماكن مبيت الراهبات التي تعلوها الصلبان، ترتفع شامخة خلف السور حاجبة السماء الزرقاء البعيدة.
كان الهدوء شاملا. ثنت مساعدة الراهبة ركبتيها قليلا، أمام تمثال العذراء المقام في أحد أركان السور، ورسمت الصليب على صدرها.
أثناء ذلك وقف الغريبان من الأغيار يتأملان طريق مجيئهما. استطاعا رؤية البحر بعيدا خلف منحنيات هضبة سوزوران،
3
ورؤية إحدى السفن البخارية تجر خلفها الدخان.
بدأت درجة الحرارة في أيام الصيف تلك ترتفع بعض الشيء. تدخل أشعة الشمس حتى داخل الأشجار الطبيعية التي تزين جانبي الدرج الحجري؛ لتجعل الظلال المتشابكة بحس مرهف مع الأوراق والفروع، تتراكم فوق بعضها في طبقات تحت انعكاس السطح المقصوص بأشكال مربعة.
توجد نسمات خفيفة لم تلحظ من قبل، في وسط الهواء الرائق الصافي بشكل لا مثيل له، تضرب تلك النسمات الخفيفة أحيانا الجبهة، وكأنها رفرفة جناح طائر. ومع كل ضربة باردة من تلك النسمات، كانت الروح كأنها تستقبل ضربة سوط رائعة منعشة.
لم تتكلم مساعدة الراهبة كثيرا. فتحت بوابة ثقيلة منحوتة من الخشب، وقادتهما إلى غرفة واسعة موحشة مزينة بلوحات ملونة. كانت تلك هي الحدود التي تربط ما خارج دير «تنشيئن» بما داخله. - «يمكن مشاهدة صالة القداس من هذا المكان.»
نامعلوم صفحہ