١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
اصناف
رجعت إلى الفندق في الساعة العاشرة تقريبا. أتيت سيرا على الأقدام في طريق طويل؛ لذا فقدت قدرتي على العودة إلى الغرفة، فجلست على مقعد أمام المدفأة المشتعلة بنار جذوع أشجار مستديرة وسميكة . ثم بدأت أفكر في الرواية الطويلة التي كنت أخطط لكتابتها. بطل الرواية هو الشعب الياباني منذ عصر سويكو
6
إلى عصر ميجي،
7
وتنقسم إلى بضع وثلاثين فصلا تقريبا تحكي في قصص قصيرة تلك العصور بتسلسلها التاريخي. تذكرت فجأة وأنا أنظر إلى رذاذ النيران المتطاير، التمثال البرونزي أمام القصر الإمبراطوري. يرتدي ذلك التمثال درعا وخوذة، ويعتلي فوق الجواد مرتفعا وكأنه الإخلاص ذاته، ولكن كان العدو! «كذب!»
انزلقت ثانية من الماضي البعيد إلى الحاضر القريب جدا. ولحسن الحظ جاء في تلك اللحظة نحات أكبر مني سنا. كان اليوم أيضا يرتدي ملابس من القطيفة، ويجعل لحيته على هيئة عثنون قصير. نهضت من على المقعد، ومسكت يده التي مدها للتحية. (لم تكن تلك عادتي، بل لقد اتبعت عادته هو الذي عاش نصف حياته في باريس وبرلين)، ولكن كان من الغريب أن يده كانت رطبة مثل جلد الزواحف. «هل أنت تقيم الليلة هنا؟» «أجل ...» «من أجل العمل؟» «أجل، أقوم أيضا بالعمل.»
ظل ينظر طويلا إلى وجهي. وشعرت داخل عينيه بملامح قريبة من ملامح المحقق الجنائي. «ما رأيك أن تحضر لغرفتي نتحدث معا؟»
وجهت إليه الحديث بنبرة تحد (مع أنني أفتقر لمثل تلك الشجاعة، ولكن إحدى عاداتي السيئة هي أخذ موقف التحدي على الفور)، وعندها رد مبتسما بسؤال: «أين؟ غرفتك تلك؟»
سرنا كتفا بكتف وكأننا صديقان حميمان وعدنا إلى غرفتي وسط الأجانب الذين يتحاورون معا في هدوء، وعندما وصل إلى غرفتي، جلس معطيا ظهره للمرآة. ثم بعد ذلك بدأنا نتحدث في العديد من الأمور. العديد من الأمور؟ ولكن كان أغلب الحديث عن النساء. لا شك أنني أحد الذين سقطوا في الجحيم بسبب ما ارتكبت من ذنوب. ولكن، جعلتني تلك الكمية من الأحاديث الشريرة في النهاية أصاب بالاكتئاب. لقد بت لفترة قصيرة أنتمي لطائفة المتطهرين البيورتانيين، وبدأت أسخر من أولاء النسوة. «انظر إلى شفتي الفتاة «س». إن ذلك بسبب تقبيل الكثير من الرجال ...»
أغلقت شفتي فجأة، وتأملت ظهره في المرآة. كان يضع مرهما أصفر اللون أسفل أذنه تماما . «بسبب تقبيل الكثير من الرجال؟» «أنا أعتقد أنها من ذلك النوع.»
نامعلوم صفحہ