١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
اصناف
ذهبت أوسوزو بخطى سريعة في الممر أمام كونو، وفي ذلك الوقت كان طائر الذعرة
2
يهز ذيله على سعف النخيل الذي تبقى عليه الثلج، ولكنها بدلا من هذا لم تشعر إلا أن شيئا مخيفا يلاحقها من داخل تلك الغرفة التي تفوح منها رائحة المريض المنفرة.
4
بعد أن باتت أويوشي تقيم في البيت، تحول جو البيت إلى ما يشبه العاصفة المرئية للعين، وبدأ ذلك أولا من تنمر تاكيو على بونتارو، كان بونتارو أكثر شبها بأمه أويوشي من أبيه غنكاكو، بل كان طفلا يشبه أمه حتى في صفات الجبن وضعف شخصيتها، وبالتأكيد لم تستطع أوسوزو كتم تعاطفها مع طفل مثله، مع ذلك كانت تشعر أحيانا أن بونتارو طفل لم تحسن تربيته.
كانت الممرضة كونو تتأمل تلك الأوضاع العائلية المأسوية ببرود وسخرية، وهي تقوم بعملها في تمريض غنكاكو. كلا، بل يجب القول إنها كانت على العكس تجد متعة في ذلك. لا تحصي عدد المرات التي حاولت فيها الانتحار بتناول كمية من سيانيد الصوديوم من جراء علاقتها مع المرضى في البيوت أو مع الأطباء في المستشفيات، وزرع هذا الماضي داخلها هواية مرضية هي الاستمتاع بآلام الآخرين، وعندما دخلت بيت عائلة هوريكوشي، اكتشفت أن أوتوري القعيدة لا تغسل يديها عندما تنتهي من المرحاض. «إن زوجة ابن العائلة ذكية ولبقة جدا؛ لأنها تحمل لها المياه بدون أن يشعر أحد بذلك.» وظلت وهي المتشككة دائما زمنا متأثرة بذلك الأمر، ثم بعد مرور أربعة أو خمسة أيام، اكتشفت أن ذلك غفلة من أوسوزو التي تربت تربية مرفهة، وشعرت في ذلك الاكتشاف بما يشبه الرضا، فكانت تحمل المياه للمرحاض في كل مرة تذهب أوتوري إليه.
وشكرتها أوتوري وهي تضم كفيها وتذرف دموعها قائلة: «بفضلك يا سيدة كونو استطعت غسل يدي مثل باقي البشر.»
ولكن لم يتأثر قلب كونو لفرحة أوتوري ولو بقدر بسيط، ولكنها كانت تستمتع برؤية أوسوزو التي اضطرت بعد ذلك أن تحمل بنفسها المياه مرة كل ثلاث مرات، وبالتالي لم يكن عراك الأطفال منفرا بالنسبة لامرأة مثلها، وأظهرت أمام غنكاكو تعاطفا مع أويوشي وابنها، وأعطى ذلك تأثيرا مؤكدا حتى وإن ظهر ذلك التأثير ببطء.
بعد مرور أسبوع تقريبا على إقامة أويوشي في البيت، تعارك تاكيو مع بونتارو، بدأ العراك من مجرد التشاحن حول أيها أغلظ وأيها أنحف، ذيل الخنزير أم ذيل البقرة؟ تاكيو زنق بونتارو النحيف في أحد أركان غرفة الاستذكار الصغيرة المجاورة لمدخل البيت وأخذ يكيل له اللكمات والركلات. أويوشي التي جاءت للمكان في نفس اللحظة حضنت بونتارو الذي لم يقدر حتى على البكاء، وبدأت في تحذير تاكيو لأفعاله. «لا يجب الاستقواء على الضعفاء، يا سيدي الصغير.»
كانت كلمات حادة نادرا ما تخرج على لسانها وهي الخجولة. اندهش تاكيو من سلوك أويوشي التهديدي، وهذه المرة بكى هو، وهرب إلى حيث تجلس أوسوزو في غرفة المعيشة. وعندها بدا أن أوسوزو اشتاطت غضبا، فتركت عملها على ماكينة الخياطة، وهرعت إلى مكان أويوشي وابنها وهي تجر ابنها تاكيو جرا إلى هناك غصبا عنه. «أنت طفل أناني جدا، هيا اعتذر إلى السيدة أويوشي وابنها، ضع يديك على الأرض واعتذر كما يجب.»
نامعلوم صفحہ