١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
اصناف
صعد الملازم «ك» متوجها إلى غرفته في مؤخرة ظهر السفينة وهو يمسح العرق من على جبهته، على الأقل من أجل أن تنعشه الرياح، وعندها وجد أمام البريج الدوار لمدفع 12 بوصة، الضابط المناوب على ظهر السفينة وقد حلق لحيته بعناية يمشي فوق ظهر السفينة بلا هدف وهو يشبك ذراعيه خلف ظهره، ثم أيضا كان أمامه جندي بوجه ذي عظام خد بارزة، ينظر بوجهه إلى الأرض قليلا، يقف في وضع الانتباه وخلفه البريج الدوار بمسافة قليلة، استاء الملازم «ك» قليلا فاقترب إلى الضابط المناوب بعصبية: «ما الذي حدث؟» «ماذا؟ لأنه دخل المرحاض قبل وقت قليل من فحص نائب القبطان له.»
كان ذلك بالطبع حدثا ليس نادرا بتاتا داخل السفن الحربية. جلس الملازم «ك» هناك، وبدأ يتأمل البحر من الجانب الأيسر من السفينة الذي حجزته الدعامة، والهلال الأحمر الذي اتخذ شكل المنجل.
وكان المكان لا يسمع به أي صوت لا لإنسان ولا حيوان أو جماد فيما عدا صوت حذاء الضابط المناوب، شعر الملازم «ك» براحة البال إلى حد ما، وتذكر أخيرا مشاعره وسط المعركة البحرية التي جرت أمس.
رفع الجندي وجهه فجأة وتحدث موجها كلامه إلى الضابط المناوب قائلا:
ذلك.»
نظر الملازم «ك» لأعلى تجاه الجندي فجأة، فشعر بملامح الجدية التامة على وجهه المعتم قليلا، ولكن الضابط المناوب الممتلئ بالحيوية، استمر كما هو المتوقع في المشي بهدوء فوق ظهر السفينة وهو كما هو يشبك ذراعيه. «لا تقل مثل هذا الكلام الغبي!» «ولكنني إن ظللت أقف هنا في وضع الانتباه، فلن أستطيع أن أري وجهي لجنودي، إنني مستعد لتأخر ترقيتي.» «إن تأخر الترقية أمر جلل، بدلا من ذلك قف في مكانك كما أنت.»
قال الضابط المناوب ذلك، ثم بدأ مجددا المشي على ظهر السفينة بلا تكلف، كان الملازم «ك» يتفق مع الضابط المناوب في رأيه من الناحية العقلانية. ليس هذا فقط، ولكن لا يعقل ألا يحمل مشاعر التعاطف مع ضابط الصف الذي جرح كبرياؤه، ولكن ضابط الصف الذي تدلى رأسه لأسفل بلا حراك جعل الملازم «ك» يقلق قلقا مريبا.
ظل ضابط الصف مستمرا في الرجاء بصوت خافت قائلا: «إن وقوفي هنا عار لي.» «هذا ما جنته يداك.» «إنني أنوي تقبل العقاب بصدر رحب، ولكن أرجوك أعفني من الوقوف تذنيبا فقط ...» «إن نظرنا إلى الأمر من وجهة نظر العار الشكلي فقط، أليس الأمر في النهاية سيان؟» «ولكن بالنسبة لي فقدان هيبتي أمام جنودي هو أمر لا يطاق.»
لم يجب الضابط المناوب على ذلك ألبتة، بدا ضابط الصف أيضا قد يئس فوضع كل قوته في آخر كلماته، ثم ظل ثابتا بلا حراك دون أن ينطق بكلمة أخرى، زاد قلق الملازم «ك» تدريجيا (ولكن ليس معنى هذا أنه لم يحاول ألا يخدع من ضابط الصف هذا خلال هذا الموقف)، وشعر أنه يريد أن يقول شيئا ما من أجله، ولكن عندما ظهر ذلك ال... «الشيء ما» على لسانه كان قد تغير إلى شيء ليس له معالم ولا روح: «الوضع هادئ تماما.» «أجل.»
في اللحظة التي نطق فيها الضابط المناوب بتلك الكلمة، مسح بعدها على ذقنه وتابع المشي، في الليلة التي سبقت المعركة البحرية كان يتحدث إلى الملازم «ك» قائلا: «كما كان شيغيناري كيمورا في الماضي ...» وهو يحلق لحيته تلك بعناية خاصة ...
نامعلوم صفحہ