١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
اصناف
لحظة أن نطق بذلك، للأسف سقطت زجاجة فارغة فوق رأسه فصرخ صرخة واحدة
quack (وهي مجرد حرف تعجب فقط مثل وي) ثم فقد وعيه.
8
العجيب أنني كنت أحمل إعجابا بغيل مالك شركة صناعة الزجاج، إن غيل رأسمالي أكثر من الرأسماليين، وعلى الأرجح أنه ما من كابا له كرش ضخم مثل غيل بين حيوانات الكابا في هذه البلاد، لا شك في ذلك، ومنظره وهو يجلس على الكرسي المريح وعلى جانبيه زوجته التي تشبه نبات الكراث العريض، وطفله الذي يشبه الخيار، هو المثال الحقيقي للغنى والرفاهية. من حين لآخر كان القاضي بيب والطبيب تشاك يصحبانني ونذهب لحفل عشاء في بيت غيل، وكذلك ذهبت في زيارات لمصانع عديدة لها علاقة إلى حد ما بغيل وزوجته وأنا أحمل خطابات توصية منهما، ومن بين تلك المصانع العديدة كان أكثر الزيارات إمتاعا هي زيارة مصنع لشركة تعمل في إنتاج وطباعة الكتب. دخلت المصنع مع مهندس كابا شاب، وعندما تأملت تلك الآلات الضخمة التي تعمل بالطاقة الهيدروكهربائية، ازداد عجبي مجددا من التقدم المهول لصناعة الآلات في بلاد الكابا تلك، فكما سمعت ينتج ذلك المصنع سبعة ملايين نسخة في العام، ولكن لم تكن دهشتي من عدد النسخ المنتجة، بل لأن إنتاج مثل هذا العدد من الكتب لا يكلفهم جهدا ولو قليلا، فعلى أي حال إنتاج الكتب في هذه الدولة لا يتطلب إلا وضع ورق وحبر ومسحوق رمادي فقط في فوهة آلة تصنيع الكتب التي على شكل قمع. تدخل تلك المواد الأولية الآلة ثم قبل أن تمر خمس دقائق تقريبا تخرج أعدادا لا نهاية لها من الكتب بأحجام كبيرة ومتوسطة وصغيرة. وأنا أتأمل أنواعا مختلفة من الكتب تتوالى الاندفاع ساقطة أمامي مثل الشلال، جربت أن أسأل المهندس الشاب الذي التوى ظهره للخلف عن ماهية المسحوق الرمادي المستخدم ، فأجاب المهندس وهو يقف ثابتا أمام الآلة بنبرة متململة قائلا: «تقصد هذه؟ هذه أمخاخ الحمير. أجل، تجفف مرة ثم تسحق سريعا. هذا كل ما في الأمر، وسعر الطن منها بسنين أو ثلاث سنات ...»
4
بالطبع تلك المعجزة الصناعية ليست قاصرة على شركات صناعة الكتب فقط، بل كذلك شركات صناعة اللوحات، وشركات صناعة الموسيقى يحدث فيها نفس الأمر، بل وفي الواقع وطبقا لحديث غيل، إن هذه البلاد يخترع فيها من 700 إلى 800 آلة في المتوسط كل شهر، وكل المنتجات تنتج بكميات ضخمة دون انتظار ليد عاملة كثيرة، وبالتالي عدد من يفصل من العمل من العمال لا يقل عن أربعين أو خمسين ألفا من حيوانات الكابا، ومع ذلك ومع قراءة الجرائد كل يوم في هذه الدولة، لن تجد حرفا من كلمة إضرابات عمالية، وأنا مع تفكيري أن ذلك أمر غريب، قررت أن أنتهز فرصة زياراتي القادمة لحضور حفل في بيت غيل مع بيب وتشاك أن أسألهم عن سبب ذلك. «لأن الجميع يؤكل».
قال غيل ذلك ببساطة بعد الطعام، وهو يضع في فمه السيجار، ولكنني لم أفهم ماذا يعني بكلمة «الجميع يؤكل» تلك، ويبدو أن تشاك بنظارته التي على أنفه قد لاحظ ارتيابي، فتبرع من جانبه بشرح إضافي: «إن هؤلاء العمال يتم ذبحهم جميعا وتستخدم لحومهم في صناعة المواد الغذائية. انظر إلى هذه الجريدة، في هذا الشهر فصل بالضبط 64769 عاملا من وظيفته، ولذلك انخفضت أسعار اللحوم بدرجة مهولة.» «وهل يذبح العمال ويقتلون وهم صامتون؟» «لا حيلة لهم في الأمر حتى إن ثاروا، فثمة قانون قتل العمال وذبحهم.»
كانت هذه كلمات بيب التي قالها بوجه مرير وهو يجلس وخلفه أصيص الخوخ الجبلي. بالطبع أحسست بمشاعر كريهة، ولكن كان غيل بطل القصة، وبالتأكيد بيب وتشاك يفكران أن ذلك طبيعي، وفي الواقع تحدث إلي تشاك ضاحكا وكأنه سخر من الأمر: «بمعنى
لوقت قليل، لذلك لا يشعرون بآلام كبيرة.» «ولكن أكل ذلك اللحم ...» «لا تمزح ! لو سمعك ماغ فسوف يضحك ملء شدقيه، أليس في بلادك تتحول بنات الطبقة الرابعة
5
نامعلوم صفحہ