١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
اصناف
ظل الأحمق لفترة ينظر إلى هؤلاء الناس من فوق السلم وهو يفكر: «إن الحياة لا تعادل سطرا واحدا كتبه بودلير.» (2) أم
لبس المجاذيب جميعا ملابس بلون فئراني، وبسبب ذلك بدت الغرفة الواسعة أكثر كآبة.
يجلس أحدهم قبالة آلة الأرغن ويستمر في عزف أناشيد التمجيد بحماس، وفي نفس الوقت يقف فرد آخر منهم في منتصف الغرفة تماما ويدور في الغرفة يقفز قفزا أكثر منه رقصا.
كان الأحمق يتأمل ذلك المشهد مع طبيب تبدو على وجهه علامات الصحة الجيدة. منذ عشرة أعوام كانت أم الأحمق لا تختلف عنهم شيئا ولو قليلا، ولو قليلا ... في الواقع لقد كان يشعر في روائحهم برائحة أمه. «هيا بنا نذهب.»
قاده الطبيب وذهب به إلى غرفة ما في الممر. في ركن من أركان تلك الغرفة، عدد من القناني الزجاجية الكبيرة ممتلئة بالكحول، وداخل كل منها مخ مغمور. لقد اكتشف الأحمق شيئا خفيفا أبيض فوق مخ منهم. كان بالضبط شيئا يشبه قليلا من بياض بيضة مسكوب. تذكر الأحمق أمه مرة أخرى وهو يحاور الطبيب واقفا. «كان صاحب هذا المخ مهندسا في شركة كهرباء
xx ، وكان دائما يعتقد أن ذاته دينامو كبير يشع شعاعا أسود.»
من أجل أن يتفادى الأحمق عين الطبيب تأمل المنظر خارج النافذة، ليس هناك إلا السور المبني من الطوب غرست فوقه قطع زجاج مكسور، ولكنه بدا ضبابيا ومبيضا بنقاط فطر عفن دائرية. (3) بيت
كان الأحمق ينام ويصحو في غرفة بالطابق الثاني في ضاحية من الضواحي، كان ذلك الطابق الثاني مائلا قليلا بسبب رخاوة طبقات الأرض.
كانت خالته تتعارك معه مرة بعد مرة في ذلك الطابق الثاني . ولم يعدم الأمر أن يتوسط بينهما خاله وزوجة خاله اللذان تبنياه، ولكن كان الأحمق يشعر بالحب تجاه خالته أكثر من أي شخص آخر. عندما كان هو في العشرين من عمره كانت خالته التي ظلت طوال عمرها بلا زواج تقترب بالفعل من الستين من العمر.
كان الأحمق يفكر مرات كثيرة وهو في الطابق الثاني من بيت في ضاحية من الضواحي، ترى هل قدر المتحابين أن يعذب كل منهما الآخر؟ وهو يشعر أثناء ذلك بميل الطابق الثاني ميلا ضئيلا مثيرا للغثيان. (4) طوكيو
نامعلوم صفحہ