مختارات من القصص القصيرة
مختارات من القصص القصيرة
اصناف
أشاحت كريستينا بوجهها. وأجابت: «عندما يتوقف عن حبها.»
غمرت البهجة الروح في جسد نيك العجوز. فقال: «إنه لا يستحقك يا كريستينا. لقد غيرته الثروة الجديدة التي جمعها. أليس هذا ما حدث؟ إنه لا يفكر إلا في المال. يبدو وكأن روح رجل بخيل قد حلت بجسده. لن يتورع عن الزواج حتى من السيدة تولاست نفسها، لما تملك من طواحين، وزكائب مليئة بالذهب، وأراض شاسعة، فقط إذا قبلت به. ألا تستطيعين نسيانه؟»
ردت كريستينا: «لن أنساه أبدا. ولن أحب رجلا آخر أبدا. أحاول إخفاء مشاعري؛ وفي أغلب الأحيان أشعر بالرضا لأن بوسعي تقديم الكثير إلى هذا العالم. لكن قلبي ينفطر.» ثم نهضت وركعت بجواره، وأحاطته بذراعيها. وقالت: «أنا ممتنة لأنك تركتني أحكي لك.» ثم أضافت: «لولا وجودك لم أكن لأتحمل تلك المحنة. أنت تعاملني برفق وطيبة لا تضاهى.»
رد نيكولاس بمداعبة شعرها الذهبي الذي تبعثر فوق ركبتيه الضعيفتين بيده العجوز. فتطلعت إليه بعينين ملؤهما الدمع، لكنهما كانتا تبتسمان.
أردفت كريستينا: «لا أستطيع فهم ماذا حدث.» وأضافت: «أشك أحيانا في أنكما قد تبادلتما روحيكما. فهو أصبح قاسيا وبخيلا وغليظ القلب، مثلما كنت أنت سابقا.» ثم ضحكت وشعر نيكولاس بذراعيها تتمسكان به أكثر للحظة. واستطردت: «والآن أصبحت أنت طيب القلب وحنونا ورائعا، مثلما كان هو قبلا. يبدو الأمر كما لو أن الرب الرحيم قد حرمني من حبيبي كي يمنحني أبا.»
قال نيكولاس: «اسمعي يا كريستينا.» ثم أضاف: «إن روح الرجل هي التي تهم، لا جسده. ألا يمكنك أن تحبيني لأجل روحي الجديدة؟»
أجابته كريستينا، مبتسمة من بين دموعها: «لكني أحبك بالفعل.»
فسألها: «ألا يمكنك أن تحبيني بصفتي زوجا؟» عندئذ سقط ضوء المدفأة على وجه كريستينا. وكانت يدا نيكولاس العجوزتان تحيطان بوجهها، فتطلعت عيناه إليه طويلا وبتمعن؛ ولما قرأ ما على صفحته، ضمه إليه وشرع يربت على شعر كريستينا مهدئا بيده العجوز.
قال نيكولاس: «لقد كنت أداعبك ليس إلا يا صغيرتي.» ثم أضاف: «الفتيات يناسبهن الصبيان، أما النساء الكبريات سنا فيناسبهن رجال من سنهن. حسنا، ألا زلت تحبين يان، رغم كل شيء؟»
أجابته كريستينا: «أحبه. ولا أستطيع التوقف عن حبه.»
نامعلوم صفحہ