مختارات من القصص الإنجليزي
مختارات من القصص الإنجليزي
اصناف
ولم أستطع أن أضحك من هذا، وإن كنت قد أحسست بالاستفزاز، فقد كانت الآنسة سبنسر جادة جدا، وما لبثت أن قالت ببساطة: «إنه يدفع أجرا حسنا، فهو غني جدا، ورقيق وعطوف جدا، يخرج بها في مركبته للتنزه.»
وهمت بأن تمضي فسألتها: «أذاهبة أنت لإعداد قهوة الكونتيسة؟» - «إذا أذنت لي ... بضع دقائق.» - «أليس هنا أحد غيرك يستطيع أن يعدها لها؟»
فرمت إلي نظرة عذبة السكون وقالت: «ليس لي خدم.»
فسألتها: «ألا تستطيع أن تخدم نفسها؟» - «لم تتعود هذا.»
فقلت بأرق لهجة أقدر عليها: «مفهوم. ولكن قبل أن تذهبي، خبريني من هذه السيدة؟» - «لقد أخبرتك من قبل، في ذلك اليوم. زوجة ابن عمي الذي رأيته.» - «السيدة التي نبذتها أسرتها على إثر زواجها؟» - «نعم. ولم ترها أسرتها بعد ذلك أبدا. نبذتها كل النبذ.» - «وأين زوجها؟» - «مات» - «وأين مالك؟»
فانتفضت المسكينة من حز الألم، فقد كانت أسئلتي واضحة السياق، جلية الغاية. وقالت بضجر وتعب: «لا أدري.»
وألححت في خطتي فسألتها: «وبعد أن مات زوجها جاءت السيدة إلى هنا؟» - «نعم، جاءت ذات يوم.» - «وكم لها هنا؟» - «سنتان.» - «وبقيت مذ جاءت؟» - «طول الوقت.» - «وكيف رضاها عن مقامها هنا؟» - «ليست راضية.» - «وكيف رضاك أنت؟»
فأخفت وجهها بين كفيها لحظة، كما فعلت قبل عشر دقائق، ثم خرجت مسرعة لتعد قهوة الكونتيسة.
وبقيت وحدي في الغرفة، فقد أردت أن أرى فوق ما رأيت، وأن أعرف أكثر مما عرفت. وبعد خمس دقائق أقبل الشاب الذي قالت الآنسة سبنسر إنه تلميذ الكونتيسة، ووقف ينظر إلي وشفتاه متباعدتان، فلم يخالجني شك في أنه شاب غرير جدا.
وأخيرا قال: «إنها تريد أن تعلم هل تحب أن تخرج إليها؟» - «من هو الذي يريد أن يعلم؟» - «الكونتيسة ... تلك السيدة الفرنسية.» - «هل طلبت منك أن تجيئها بي؟»
نامعلوم صفحہ