مختارات من القصص الإنجليزي
مختارات من القصص الإنجليزي
اصناف
قلت: «هناك بلاد أفضلها على كل ما عداها، وما أظن برأيك إلا أنه سيكون كرأيي.»
فنظرت إلي قليلا ثم قالت برقة: «إيطاليا؟»
قلت: بمثل رقتها «إيطاليا.» ورشق كل منا صاحبه بلحظه. وكان يخيل إلي وأنا أنظر إلى إشراق محياها ووضاءته وصباحته كأني كنت أغازلها وأبثها حبي، ولم أكن أريها صورا شمسية. ومما قوى هذا الوهم أن وجهها صبغه الدم فحولته عني. وساد الصمت هنيهة قالت بعدها: «هذا هو المكان الذي كنت أفكر في الذهاب إليه على الخصوص.»
قلت: «أوه ... هذا هو ... هذا هو.»
وقلبت صورتين أو ثلاثا في صمت ثم قالت: «يقولون إن النفقة ليست باهظة.»
قلت: «كما هي في بعض البلاد الأخرى؟ نعم، وليس هذا أقل مزاياها.» - «ولكنها غالية كلها، أليست كذلك؟» - «تعنين أوروبا؟» - «السفر والطواف والتنقل ... هذه هي الصعوبة إلى الآن، فإن المال عندي قليل. إني مدرسة.»
قلت: «لا شك أن المال ضروري ولا غنى عنه، ولكن الإنسان يستطيع أن يدبر أموره بمبلغ معتدل.»
قالت: «أظن أن في وسعي ذلك، فقد ادخرت شيئا، ولا أزال أضيف إليه ... لهذا الغرض» وسكتت برهة ثم انطلقت تتكلم بلهفة كأنما كانت مكبوتة، وكأنما كان إخباري بذلك فيه لذة نادرة إلا أنها عسى أن تكون غير بريئة «ليس المال كل ما عاق ... كل شيء عاق. كل شيء كان يصد، وقد انتظرت، وانتظرت، فما عدوت حال الذي يبني القصور بخياله في الهواء، وإني لأكاد أخاف أن أتكلم في هذا ... وقد خايلني الأمل بالتحقيق مرتين أو ثلاثا فتكلمت به، فانتسخ الحلم! ألا لقد تكلمت كثيرا ... أكثر مما ينبغي.» قالت ذلك منحية به على نفسها، وكانت تجد في هذا بعض المتعة على ما بدا لي «ولي صديقة عزيزة لا تريد أن تسافر، ولست أمل تكليمها في هذا حتى لأضجرها جدا. وقد قالت لي مرة إنها لا تدري ماذا عسى أن يكون مآلي، فإني خليقة أن يطير عقلي إذا لم أسافر إلى أوروبا، وسيطير عقلي على التحقيق إذا سافرت.»
فقلت: «على كل حال، هذا أنت لم تسافري ، ولم يطر عقلك مع ذلك.»
فنظرت إلي مليا ثم قالت: «لست على يقين من ذلك. فما أراني أفكر في شيء آخر. أفكر في السفر دائما، حتى ليمنعني ذلك أن أفكر فيما هو أدنى إلي - فيما ينبغي أن أعنى به - وهذا ضرب من الجنون.»
نامعلوم صفحہ