مختارات من القصص الإنجليزي
مختارات من القصص الإنجليزي
اصناف
وكان أحدهما يقول: «كاموراجا، بالطبع.»
فيقول الثاني: «بل دامبورانانا ولا شك.»
فالتفت أناندا إلى الشيطان الذي كان يكلمه وقال: «هل تسمح لي أن أستفسر عن كاموراجا ودامبورانانا، ما هما؟»
فقال الشيطان: «هما جحيمان، ففي كاموراجا يغمس النازل في القار المذاب ويطعم الرصاص المصهور، وأما في دامبورانانا، فهو يغمس في الرصاص المصهور ويطعم ذوب القار، وزميلاي هذان اللذان تسمعهما يتحاوران، يتجادلان في أي الجحيمين أولى بخطايا ضيفنا أناندا.»
وقبل أن يتدبر أناندا هذا النبأ انحدر عفريت شاب من فوق، ببراعة وخفة، وتقدم من الشياطين اللذين يتجادلان وانحنى لهما وقال: «أيها الشيطانان الجليلان، هل تسمحان لعفريت ضئيل الشأن أن يقول إن كل تكريم مهما عظم، دون ما يجب لضيفنا أناندا إذ كان هو الوحيد الذي يحتمل أن نحظى بعشرته من بين رسل بوذا أجمعين؟ لهذا أجترئ على القول بأنه لا جحيم كاموراجا تصلح مقاما له، ولا جحيم دامبورانانا تليق به، بل يجب أن تجمع محاسن كل جحيم من الأربع والأربعين ألفا والمائتي ألف، وأن تحشد جميعا في جحيم واحدة جديدة تقام لاستقباله خاصة.»
فتعجبت الشياطين الكبار لذكاء العفريت الصغير وقالوا: «أما إنك لعفريت صغير ممتاز حقا؟» ثم انصرفوا ليعدوا الجحيم الجديدة ويجهزوها بما يليق بمقام الضيف الكريم.
واستيقظ أناندا وهو يرعد من الفزع ويصيح: «لماذا كنت رسولا؟ إيه يا بوذا! ما أوعر طريق الهدى والقداسة! وما أسهل أن يعثر المرء ويضل وإن حسنت نيته! وما أسخف الزهو وأحمق صاحبه!»
فناداه صوت عذب رقيق: «أوأدركت هذا يا بني؟»
فأدار وجهه فألفى أمامه بوذا في هالة من النور اللين، وخيل إليه أن سحابة تقشعت عن عينه، فأدرك أن مولاه هو الروح، والفقير، والطبيب جميعا، وأنه كان يتراءى له في هذه الصور المختلفة.
فقال وهو شديد الاضطراب: «أيها المعلم المقدس، إلى أين أذهب؟ إن خطاياي تنهاني عن الدنو منك.»
نامعلوم صفحہ