مختارات من القصص الإنجليزي
مختارات من القصص الإنجليزي
اصناف
فقال كوبز: «وماذا أعددت من التدابير يا سيدي؟»
قال الغلام، وما أبهر شجاعته: «أن نمضي إلى غايتنا في الصباح فنتزوج غدا.»
قال كوبز: «هو كذلك يا سيدي. فهل يوافقكما أن أرافقكما؟»
فلما سمعا هذا السؤال جعلا ينطان من الفرح ويصيحان: «نعم، نعم، يا كوبز، نعم.»
فقال كوبز: «إذا سمحتما لي باقتراح فهذا هو ... إني أعرف فرسا يمكن أن نشده إلى مركبة أستطيع أن أستعيرها فتحملكما (وأكون أنا الحوذي إذا وافقتما) إلى آخر رحلتكما في أوجز وقت. ولست واثقا من أن هذا الفرس سيكون غدا رهن مشيئتنا، ولكن إذا احتجنا أن ننتظر إلى ما بعد الغد، فإن الفرس جدير بالانتظار. أما الفندق، ونفقات الإقامة فيه، فلا تفكرا في ذلك إذا لم يكن معكما الكفاية من المال؛ فإني شريك في هذا المحل، ومن السهل إرجاء الحساب إلى وقت آخر.»
ويحلف كوبز أنه لما رآهما يصفقان سرورا وينطان ويدعوانه: «كوبز الطيب» و«كوبز العزيز» ويتعانقان ويتلاثمان وهما جذلان مطمئنان واثقان، أحس أنه أنذل من ولدته أم في هذه الدنيا، لأنه خدعهما وغشهما.
وقال كوبز، وبه وخز الضمير ما به: «هل تريدان الآن شيئا يا سيدي؟»
فقال الغلام وهو يطوي ذراعيه على صدره، ويمد إحدى ساقيه، ويحدق في وجه كوبز: «نريد بضع كعكات بعد العشاء، وتفاحتين ... ومربى ... ومع العشاء خبزا محمرا ... واسمع يا كوبز، إن نورا قد اعتادت أن تشرب مع الفاكهة قليلا من شراب الزبيب ... وأنا مثلها.»
قال كوبز: «سأعد لكما ذلك.» وخرج.
وحدثني كوبز أنه، وهو يروي لي هذه التفاصيل، يشعر، كما يشعر حينئذ، بأنه كان آثر عنده، وأحب إليه، أن يلاكم صاحب الفندق في بضع جولات، من أن يتواطأ معه على هذين الطفلين، وأنه كان يتمنى من أعماق قلبه لو أن في الدنيا مكانا يستطيعان فيه أن يتزوجا، ويعيشان بعد ذلك سعيدين. ولكن هذا لا سبيل إليه، فلم يسع كوبز إلا أن يأتمر بهما مع رب الفندق، فركب هذا إلى يورك بعد نصف ساعة.
نامعلوم صفحہ