الإسلامية على قبرس ، طلع الرجال إلى البر ، فأسرهم الفرنج ، وأرسلوا رؤساء الشواني الإسلامية إلى عكا ، فاعتقلوا بها . وسير السلطان الأمير فخر الدين بن المقرى الحاجب إلى صور لابتياعهم ، فتغالى الفرنج فيهم ، وقالوا : هؤلاء جمرة البحار وفرصة الأعمار . وكانت عدتهم ستة نفر ، وأودعوهم حبسا حصينا في قلعة عكا . فأرغب النائب بصفد وهو سيف الدين خطلبا ، الموكلين بهم بالمال حتى دخل إليهم بمبارد ومناشير ، وسرقوا من جب القلعة ، وأخرجوا في مركب مهيأ لهم . وكانت لهم خيل واقفة معدة ، فركبوها ، ووصلوا إلى القاهرة . وقامت في عكا فتنة بسببهم .
ومحرا أقليم من أقاليم الحبشة ، وهو الأقليم الأكبر ، وصاحبه يحكم على أكثر الحبشة السحرت . وصاحب البلاد المذكورة يسمى خطى ، وهو الخليفة ، وكل من ملكها يسمي بهذا النعت . والطريق إلى أحرا من مدينة عوان وهي ساحل بلاد الحبشة . وأجابه السلطان إلى ذلك ، وأرسل إليه مطرانا حسب التماسه .
صفحہ 53