جماعة يتوجهون معه . ولم يجر أحد [ أن يتفوه بأنه متوجه إلى الحجاز الشريف حتى أن جمال الدين بن الداية الحاجب قال : « اشتهي أتوجه صحبة السلطان » ، فأمر بقطع لسانه . ورحل من الفوار يوم الخميس خامس والعشرين من شوال . ووصل إلى الكرك مستهل ذي القعدة . وتوجه إلى الشوبك في السادس منه . ورحل متوجها في حادي عشره . وفي الخامس والعشرين منه رحل ، ووصل الميقات ، فأحرم ، وقدم بمكة خامس ذي الحجة . وبقي كأحد الناس لا يحجبه أحد ، وغسل الكعبة بيده ، وحمل الماء في القرب على كتفه ، وغسل البيت . وبقي في وسط الخلائق . وكل من رمي احرامه إليه ، غسله له بما ينصب من الماء في الكعبة . وجلس على باب الكعبة ، فأخذ بأيدي الناس ، وتعلق أحد العوام بإحرامه فقطعه وكاد يرميه إلى الأرض . وسبل البيت الشريف لسائر الناس . وكتب إلى صاحب اليمن كتابا يقول فيه : سطرتها من مكة ، وقد أخذت طريقها في سبع عشرة خطوة يعني بالخطوة المنزلة . وقضى فرض حجه كما يجب ، وحلق ، ونحر ، وأحسن إلى أمير مكة ، وإلى صاحب ينبع ، وصاحب ليص ، وزعماء الحجاز . ورتب شمس الدين مروان نائبا بمكة عند أميرها . وخرج من مكة في الثالث عشر من ذي الحجة ، ووصل المدينة في العشرين منه . وأجد السير ، فوصل الكرك بكرة الخميس سلخه . ولم يعلم به أحد إلى أن وصل قبر جعفر الطيار . ودخل الكرك لابسا عباءة ، وراكبا هجينا . فبات بها ليلته تلك . وأصبح متوجها منها يوم الجمعة مستهل المحرم سنة 668 ه، فجمل القاضي محي الدين بن عبد الظاهر أبياتا منها :
وتوجه إلى حلب . وحضر الناس عشية النهار إلى الخدمة ، لم يجدوا أحدة . ودخل السلطان حلب والأمراء في الموكب ، فما عرفه أحد ، وبقى ساعة حتى عرفه الصروي .
صفحہ 42