مختار الأخبار
مختار الأخبار
اصناف
قازان ملك التتار عدتهم خمسة أنفار من جملتهم قاضي الموصل . فجهز إليهم الأمير سيف الدين كراي السلحدار المنصوري اليحضرهم . وكان طلوعهم القلعة ليلة السبت الحادي عشر من ذي القعدة حفية ، وجمع الأمراء جمعا عاما لسماع رسالة القاضي المذكور وهو كمال الدين موسي بن يونس ، وهو من نسب مشهور ، وبيت فضيلة مذكور . وجلس السلطان بالإيوان الكبير الأشرفي بالقلعة ، وأوقد من الشموع ما صير الليل نهارا ، ويل الإيوان فلكا قد تضمن شموسا وأقمارا . وحضر الرسول ، فقبل الأرض ثلاثا ، وأدى رسالته ، وخطب عند افتتاحه الكلام خطبة بديعة النظام ، بسط فيها لسانه ، وأبان بها بيانه ، وذكر سلطانه ، وأحضر كتاب مرسله ، فكان فحواه إخبارأ بإسلامه ، وعتابا لعدم الرغبة في إلمامه ، وأشعارة بأنه راغب في مسالمة الإسلام ، مطالب بالهدية الدالة على حفظ الذمام ، فعلم مضمون كتابه وماشافه به رسوله من خطابه ، وأعيد له الجواب بما اقتضاه الصواب ، وسفروا رسله بعد تجهيزهم صحبة الأمير سيف الدين كراي ، الذي وصلهم فأوصلهم إلى حلب .
وولي عوضا [ عنه ] الأمير عز الدين أيبك البغدادي ، أحد الأمراء البرجية .
بتربته بالقرافة . وهو أول خليفة دفن بمصر من العباسيين . وبويع لولده سليمان ، ومي الفضل أبا الربيع ، ولقب بالمستكفي ، وخطب له وأطلع إلى القلعة ، واحتفظ به . وقد كان والده محتفظا به في بعض أبراج القلعة في الدولة الظاهرية والأيام المنصورية . ولما ولى الملك المنصور حسام الدين لاجين السلطنة أفرج عنه وأسكنه الكبش ، وهو المعروف بالشرف الأعلاء .
المهدي ، وزعم أنه من نسل الإمام الحسين بن على بن أبي طالب ، وأنذر بأمور كثيرة ، وقطع منها بأن العدو يطرق البلاد في رجب ، ويرى الناس غاية العجب ، فأمهل إلى الوقت . ولما لم يتم شيء مما قاله ، وتبين الناس اختلاله ، فممزر وأشهر وأطلق سبيله .
من الشام ، كثير الكلام ، قليل الضبط للسانه والاحتشام ، فومي بالزندقة ، واثهم بفساد العقيدة ، فأفتى الحكام بقتله ، وضربت رقبته بين القصرين بالقاهرة ، ويعرف بابن البققى ، من أهل دمشق .
صفحہ 118