أروح السما ازاي؟
ر.م.ا (وهو يقوم من مكانه) :
ببساطة شديدة، بمنتهى البساطة (يكون قد وصل إلى قطعة الموبيليا التي تشبه الشوفونيرة والمركونة بجوار الحائط)
كده (يضغط على زر فيها، يتصاعد من الجهاز صوت مذيع يتحدث بنبرات متهدجة).
المذيع :
وهكذا أيها الإخوة سكان العالم الحزين، بعد ما رقد جثمان زعيمنا مؤسس التخطيط في قاعة الأعمدة الرخامية بالقصر الكبير ليلقي عليه عشرات الملايين من أركان الدنيا الأربعة نظرتهم الأخيرة، ها هو الجثمان يوضع في التابوت ويلف بعلم الدنيا المخطط، والألوف تحمله إلى خارج القاعة حيث يشيع جثمانه الكريم إلى مقره الأخير. (يضغط ر.م.ا على الزر مرة أخرى.)
مذيع آخر (عاليا هذه المرة) :
وها هو النعش الذي يضم أعز إنسان عاش أو سيعيش على سطح الأرض، يطل على الآلاف المؤلفة التي احتشدت وأبت أن تغادر مكانها منذ أيام تنثر فوقه الزهور المخططة، ويودعوه والحزن جاثم على الأنفس والصدور يخنقها البكاء ويلفها بالآلام، حتى الأطفال أراهم من مكاني يبكون. (يضغط ر.م.ا على الزر.)
مذيع آخر (بصوت عال مبحوح وكأنه من أثر البكاء) :
وها هو الموكب الحزين يغادر الشارع الرئيسي ويطل على الميدان. إن بطل العالم وخالقه ومنشئه من جديد يغادر عالمنا التعس. إنها لحظة لا بد أن نقف لها جميعا خاشعين، حتى الكواكب في سمائها لا بد أن تخشع؛ فإن الكارثة أكبر من أن تحتملها وحدها كرتنا الأرضية المسكينة، أيها الإخوة سكان العالم! إن الروح تغادر عالمنا إلى الأبد. هنيئا لها في مستقرها، وليكن عزاؤنا أنه إذا كان الزعيم قد ذهب فإن التخطيط باق، ومجلس إدارة المخططين - هؤلاء الإخوة المخلصين - باق، ليكن عزاؤنا أننا سنظل دائما وأبدا تلاميذ المخططين المخلصين.
نامعلوم صفحہ