عليه وآله وسلم فاسر فسال النبى ان يمن عليه فقال ﵌ "لا يلسع المؤمن من جحر مرتين" لا تمسح عارضك (١) بمكة فتقول سخرت من محمد مرتين، ثم امر النبى ﵌ بقتله*
وقوله ﵌: "كل الصيد في جوف الفرأ - او بطن الفرأ" مهموز وهو الحمار والوحشى والجمع فراء ممدود* قال (مالك) بن زغبة:
بضرب كآذان الفراء فضوله * وطعن كايزاغ المخاض تبورها
الايزاغ: دفع البول والبورة (٢) أن تعرض الناقة على الفحل ليعرف ألاقح هي ام حائل، وقال آخر عامر بن كثير المحاربى:
اذا اجتمعوا علي واشقذونى * فصرت كأنني فرأ متار
اراد بذلك متأر فخفف الهمزة من قولهم اتأرته بصرى اذا احددت اليه النظر وهذا كلام خاطب به ﵌ ابا سفيان ابن حرب بن عبد الله بن عبد المطلب واسمه المغيرة حين جاءه مسلم، اوكان قد هجا النبى ﵌ هجاء قبيحا - وله حديث في المغازى والفرأ: الحمار الوحشى وهو اعظم ما يصاد فكل صيد دونه فالمعنى انت اعظم من يأتينى من اهل بيتى اذ كلهم دونك كما ان الصيدكله دون الحمار.
وقوله ﵌ "الحرب خدعة"، قاله ﵌ يوم الاحزاب لما بعث بنعيم بن مسعود ليخذل بين قريش وغطفان ويهود، يريد ان المماكرة في الحرب انفع من المكاثرة والاقدام من غير علم.
ومنه قول بعض الحكماء: "نفاذ الراى في الحرب انفع من الطعن والضرب"، والمثل السائر: "اذا لم تكن تغلب فاخلب"، أي اخدع، والخلابة: الخديعة، قال الشاعر - وهو النمر بن تولب:
_________
(١) كذا في المطبوع، وفي المصادر: "عارضيك". انظر مثلا: مغازي الواقدي ١: ١١١. ش
(٢) كذا في المطبوع، وفي مجمل اللغة ١: ١٣٩ وشمس العلوم ١: ٦٦٣: "البَوْر". ش.
1 / 4