معاشرتی معاشرہ اور اصلاح کی ثقافت: عرب فکر پر تنقیدی نظریہ
المجتمع المدني وثقافة الإصلاح: رؤية نقدية للفكر العربي
اصناف
نحن بحاجة إلى ثقافة اجتماعية جديدة، ثقافة تحفز إلى التغيير والتطوير إبداعا ذاتيا في تحد ومنافسة، لتكون أساسا ودعامة لبناء إنسان جديد، وعقل جديد في مجتمع مدني منشود.
الفكر العربي ولغز النهضة
مسألة الفكر العربي أو العقل العربي أو الإسلامي، إلى آخر ذلك من مسميات مكرورة، ناقشها كثير من المفكرين العرب والمسلمين في محاولة للكشف عن أسباب التخلف والفشل، وغاب سؤال كيف يفكر «العقل» أو العقول العربية أو الإسلامية، العرب أو المسلمون، في الواقع الحياتي الملموس إزاء قضايا محددة عابرة أو حاسمة؟ بمعنى البحث العقلاني النقدي للكشف عن المنهج وعن محددات الاختيار والانحياز لقضايا فكرية بعينها، وأسلوب المعالجة وتطور هذا النهج إن كان قد تطور أو جمد على مر العصور والأزمان، وكيف هيأ لأصحابه قدرة على الفعل وعلى التفاعل مع الآخرين، أو ألزم أصحابه عزلة وعجزا، وكيف أثرت الأحداث الفاصلة في هذا المنهج، أم أنه قنع بأن يسر لأصحابه العزاء والسلوى والابتلاء في الحياة الدنيا، ولا يزال الغالبية جامدين عند تعريف السلف والأقدمين من أن العقل، أداة الفكر، جوهر، وهو أعدل الأشياء قسمة بين الناس، وغفلوا أو عزفوا عن إنجازات علوم عديدة، واكتشافات حديثة مثيرة، وحوارات علمية معاصرة خصيبة، ورؤى متباينة ومتطورة تشكل أساسا مكينا لارتقاء حضاري وإثراء فكري، والخلاص من عثرة أزمنت حتى باتت تقليدا.
ولكن هل حقا يوجد فكر عربي؟ ما هي قضاياه وإنجازاته؟ ما دوره وفعاليته وتطوره مع تطور الأحداث والمجتمعات إن كان له تاريخ متطور؟ وما مضمونه؟ وما مرجعيته؟ هل يمثل تيارا يعبر عن مسار المجتمع أو المجتمعات مستخلصا الخبرة والعبرة من رؤية أو من رؤى عقلانية نقدية عن الماضي والحاضر مع الاستشراف لمستقبل لا نراه ردة إلى السلف، وإنما هو مجمل زخم الحراك الاجتماعي والنشاط الإنتاجي ومعاناة البناء والتطوير الإراديين، الفكر والفعل الاجتماعيان وجهان لحياة دينامية متطورة في تفاعل مطرد على الأصعدة الذاتية والمحلية والعالمية، حياة هي مجمل الجهد الاجتماعي لبناء ما يسمى الموطن الملائم
Nich Construction
الذي هو حصاد فعالية الإنسان/المجتمع مع عناصر البيئة في الزمان والمكان حيث الإنسان/المجتمع امتداد متصل للطبيعة/البيئة/التاريخ وليس كيانا منفصلا مستقلا وإنما هو فكر وفعل متجدد على مدى هذا الامتداد وما نسميه إنسانيا الامتداد الحضاري.
والفكر حصاد معرفة في صياغة نسقية هادفة معنية بتحليل قضايا وحل لمشكلات، وحفز لحراك، ودعم لعلاقات قائمة أو منشودة، وتشكيل أو إعادة تشكيل لهيكل المجتمعات، وتحقيق لتكيف على صعيد اجتماعي متكامل وفي إطار من المنافسة أو الملاءمة على صعيد إقليمي وعالمي، والفكر الاجتماعي منتج جمعي وليد جهد ذاتي متكامل للمجتمع، ومعبر عن هدف اجتماعي مشترك من حيث التغيير والبناء، وعن آلية المجتمع في هذا التغيير وإنجاز الهدف، إنه رؤية جمعية تاريخية غير أحادية، من ثم يجسد حركة متطورة في الزمان، وسجلا للجديد من الأحداث، وحيوية التنوع والتجدد في سياق من حرية التبادل والتفاعل والإبداع، ويشكل قوة جذب وانتماء وتمكين في حلبة الصراع والانتخاب بين الأفكار محليا وعالميا.
وذهبنا في كتابنا «الفكر العربي وسوسيولوجيا الفشل» إلى أنه لا يوجد فكر عربي عصري يحمل هذه الخصائص والصفات، نعم ربما هناك مفكرون أفراد يجتهدون، ولكنه ليس فكرا مجتمعيا بالمعنى العلمي المشار إليه، إنه فكر أو اجتهادات نظرية لأفراد، أو تهويمات وتحليق في فراغ، وليس فكرا حافزا لحراك، ولا فكرا معاصرا نابعا من واقع الاجتهاد الاجتماعي النظري والجهد العملي النشط لبناء الوجود مشروعا مؤسسا على فهم علمي عصري، وآثرت أن أهدي كتابي إلى المثقف العربي الذي افتقدته النهضة ولا تزال، تأكيدا لمسئولية المثقف العربي عن التنبيه إلى هذا الخواء.
ومن أسف رأى غالبية المثقفين ممن ارتهنت حياتهم برضا أصحاب السلطان أن عنوان الكتاب شديد التشاؤم؛ لأننا نعيش مع حكامنا دائما وأبدا عصور إنجازات ورخاء! ورأى البعض أن مثل هذا العنوان والحديث وأد للأمل في مهده، ولكنني - على عكس ما ذهب إليه ظن البعض - أضع أساسا للتفاؤل، ذلك لأنه حين أوضح أن الفشل يحدث لأسباب اجتماعية يقرها علم الاجتماع وتدخل في نطاق إرادة الإنسان وفعله وثقافته وفكره، إنما أقرر أن الفشل ليس قدرا ولا طبيعة جبلية، ومن ثم فإن المجتمع قادر بإرادته وبفعله وفكره، ومنهجه في الفعل والفكر، على أن يصحح الخطأ، ويزيل الأسباب إذا عرف نفسه باعتباره وجودا تاريخيا، وعرف عصره ومقتضياته وتحدياته وعبأ جهوده وطاقاته للتكيف والتغيير.
وأعني بالفشل أن المجتمع عاطل من المعرفة الكاملة والصحيحة نسبيا ومرحليا لتوجيه مسارات حركته وطاقاته وأنشطته الاجتماعية بصورة فعالة في الاتجاه الصحيح للتطوير، أي للتكيف مع حضارة العصر بهدف البقاء والعطاء والامتداد والمنافسة، ومن أسباب الفشل أيضا أن يكون المجتمع عاطلا من ثقافة ترسخ قيم التغيير والتحدي الفعال، وفي حالة غياب هذه المعرفة - الفكر في صورة نسقية يغدو واقع المجتمع أو نشاطه ضربا من أسلوب المحاولة والخطأ مع نسبة عالية من الإخفاق، وحركة غير مطردة وغير سوية ولا مستوية، مختلة التوازن، عاجزة عن كفالة أسباب البقاء، ناهيك عن المنافسة والتطوير.
نامعلوم صفحہ