على الله، واستحداث العلم بأمر لم يكن عالما بعاقبته، وقال البعض الآخر: إن النسخ لا يفسد من هذه الجهة، ولكن موسى عليه السلام قد وقف الناس على أن شريعة التوراة لا تنسخ، وأن السبب لا يجوز أن يحل أبدا.
ويقال للذين أبوا النسخ، ولم يجوزوه من جهة فساده في العقل، والوصف له تبارك وتعالى بما لا يجوز أن يوصف به: أخبرونا عن تحريم السبت (¬1) ، هل هو تحريم لغيره من الأيام؟ فإن قالوا: لا، قيل لهم وكيف جوزتم أن يحرم في يوم ما يحل في غيره من الأيام، ولم تجوزوا أن يحرم في شهر وفي دهر ما يحل في غيره من الشهور والدهور في شريعة واحدة، على لسان نبي واحد؟ وكيف إذا كان ذلك في شرائع شتى على ألسنة أنبياء شتى؟ وهل الذي أنكرتم علينا من تحريم شيء بعد تحليل، وتحليله بعد تحريم، إلا مثل هذا الذي قلتم في السبت دون غيره من الأيام سواء؟ وهذا مما لا يخفى عن كل ذي لب.
¬__________
(¬1) قال تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت} (البقرة، آية 65)، وقال تعالى: {فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت} (سورة النساء: 47)، وقال تعالى: {وقلنا لهم لا تعدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا} (سورة النساء: 154).
صفحہ 90