موجز
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
وأنه ليس على الناس من حجة الرسل ولا من معرفتهم، ولا من معرفة محمد _صلى الله عليه وسلم_ إلا بأن يسمعوا بها، فأما أن لم يسمعوا بذلك فلا؟ فأجابه عبد الله: بنعم، فقال سعيد: فكيف منك حتى خالفتني إلى مقالة القوم، بعدما عبناها عليهم أنا وأنت جميعا، فزعمت أن حجة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ غير قائمة على أحد من الناس، ولا لازمة لهم، إلا بأن يسمعوها كما قال أصحاب الفكر؟ كأنك عذرت بجهالة محمد _صلى الله عليه وسلم_ من لم يسمع بحجته، كما عذرت أصحاب الفكر في معرفة محمد _صلى الله عليه وسلم_ من لم يسمع بذلك، ثم إنك بعد ذلك ترفع على قولك برقعة محتاجة إلى رقعة أخرى، وقلت: قد سمعوا جميعا، فمتى علمت بأنهم سمعوا جميعا؟ ولولا ما قلت بأنهم سمعوا جميعا لكنت داخلا في مقالة من عذر بجهالة محمد _صلى الله عليه وسلم_، وأسقط على الناس حجته، إذا هم لم يسمعوا بها، وأنت تعظم على من عذر بجهالة محمد _صلى الله عليه وسلم_ لمقالته بغاية التعظيم، فقال عبد الله بن يزيد: معاذ الله أن أكون ممن عذر بجهالة محمد _صلى الله عليه وسلم_، وزعم أن حجته ساقطة عن الخلق، غير لازمة لهم، فقال له سعيد: فإذا كنت كذلك فينبغي لك أن لا تقول: إن حجة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ لا تقوم، ولا تلزم أحدا من الناس، إلا بأن يسمعها على مقالة من عذر بجهالة محمد _صلى الله عليه وسلم_، وأسقط على الناس حجته حتى يسمعوا بها، وليس ما قلت بأنهم قد سمعوا مما يرقع عليك، حتى قلت: لا تقوم حجته إلا على من سمع؛ لأنك أجبت في أول مسألتك بما هو عند جميع السامعين خطأ من الذي يجيب به من قال بالفكر، فأزال حجة محمد _صلى الله عليه وسلم_ عن الناس حتى يسمعوا بها، ثم صرت بعد ذلك ترقع جوابك بأمر لا يجامعك أحد من الناس ، خصمك ولا غير خصمك، في قولك: قد سمعوا جميعا، فمن يرقع الخطأ بالخطأ فلا يزال مرقعا أبدا.
صفحہ 168