321

موجز

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

اصناف

اختلف من أثبت الوعيد لأهل الكبائر وأسمائهم، وفي كبائرهم ما هي؟ بعد إجماعهم على ثبوت الوعيد لهم، ونفي التسمية عنهم بالإيمان، فقالت الصفرية (¬1) : إن كبائرهم كفر شرك، وأسماءهم كفار مشركون، محاربون كأهل حرب النبي _صلى الله عليه وسلم_، تسفك دماؤهم، وتسبى ذراريهم، وتغنم أموالهم، وهم مع ذلك قد تورث أموالهم، وتنكح نساؤهم، وتؤكل ذبائحهم، ويحج معهم، ويصلي معهم، فقسمت الأزارقة (¬2) واختارت، فأخذوا ما أحبوا، وتركوا ما كرهوا.

وقالت المعتزلة: كبائرهم فسق وضلال ليست بكفر، وأسماؤهم فاسقون ضالون ليسوا بكافرين ولا مؤمنين، فأثبت هؤلاء منزلة ثالثة، ليست بإيمان ولا كفر، وادعوا اسما ثالثا لا مؤمنا ولا كافرا.

وقالت الإباضية والزيدية (¬3) :

¬__________

(¬1) هم أتباع زياد بن الأصفر. وقولهم في الجملة كقول الأزارقة في أن أصحاب الذنوب مشركون، غير أن الصفرية لا يرون قتل أطفال مخالفيهم ونسائهم، والأزارقة يرون ذلك، وهم ثلاث فرق. ويرى صاحب الأصول الإباضية أن التقية عندهم توجب في القول أما العمل فلا. راجع دراسات إسلامية في الأصول الإباضية ص 14، والفرق بين الفرق ص 90، ومقالات الإسلاميين 1: 169، والتبصير ص 31، والملل والنحل للشهرستاني 1: 137.

(¬2) الأزارقة: هم أتباع نافع بن الأزرق الحنفي المكنى بأبي راشد، ولم تكن للخوارج فرقة أكثر عددا ولا أشد منهم شوكة، ويرون أن صاحب الكبيرة كافر كفر شرك. وزعم نافع أن دار مخالفيهم دار كفر ويجوز فيها قتل الأطفال والنساء، وأنكرت الأزارقة الرجم كما يقول صاحب كتاب الفرق بين الفرق. راجع مقالات الإسلاميين 1: 157، والتبصير 29، والملل والنحل للشهرستاني 1: 118، ودراسات في الأصول الإباضية ص 138.

(¬3) الزيدية: فرقة من فرق الشيعة، فنسبها يعود إلى زيد بن علي بن الحسين، وهي أقرب الفرق الشيعية إلى السنة.

فالإمامة عندهم تكون عن طريق الخيار في نسل العلويين والفاطميين، وأن إمامة علي تمت عن طريق الوصف لا عن طريق التشخيص الثابت، فهم لا يتبرأون من أبي بكر وعمر وابن الخطاب، ولا يطعنون في خلافتهما، فهم يجوزون إمامة المفضول مع وجود الأفضل، وقد تأثروا في عقائدهم بمدرسة المعتزلة. راجع الأصول الإباضية ص 140، ومقالات الإسلاميين 1: 129، ومروج الذهب 3: 220.

صفحہ 125