314

موجز

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

اصناف

ووجه آخر في سقوط مسألته: أنه لا يخلو هذا المثاب المعاقب من أن يكون خالدا في الجنة أو خالدا في النار، أو خالدا فيهما جميعا، فبطل أن يكون خالدا فيهما جميعا، لما في ذلك من المحال الذي لا يتوهم كونه، أو أن يكون خالدا في الجنة، فهذا أيضا لا يجوز أن يسمى خالدا في الجنة، وهو قد خلد في النار زمانا كثيرا ودهرا طويلا، أو أن يكون خالدا في النار، فهو الذي قلنا: إن من دخلها فهو خالد فيها، قال عز وجل: (يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم) (¬1) ، وقال: (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون) (¬2) ، وقال: (كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها) (¬3) ، وقال: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) (¬4) ، وقال: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة، ويخلد فيه مهانا إلا من تاب) (¬5) ، وقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا) (¬6) وقال: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) (¬7)

¬__________

(¬1) سورة المائدة آية رقم 37.

(¬2) سورة الزخرف آية رقم 77.

(¬3) سورة السجدة آية رقم 20.

(¬4) سورة النساء آية رقم 93.

(¬5) سورة الفرقان آية رقم 68، 69، 70، وتكملة الآية: (وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) سورة الفرقان آية رقم 70.

(¬6) سورة النساء آية رقم 29، 30.

(¬7) سورة النساء آية رقم 10..

صفحہ 118