والأصل الرابع: هو ما يتعلق به أهل التشبيه من هذه الأمة المنتحلين (¬1) لهذه الملة (¬2) ، فهذه الأصول الأربعة.
...
فصول الأصل الأول:
الفصل الأول من الأصل الأول هو ما انتحله المنجمون، والفصل الثاني هو قول أهل الطبائع، والفصل الثالث مذهب أرسطاطاليس وأصحابه . وسنأتي على صفة كل فصل منها إذا نحن صرنا إلى موضع الرد عليهم إن شاء الله.
فصول الأصل الثاني:
¬__________
(¬1) - النحلة والنحلة: عطية على سبيل التبرع، وهو أخص من الهبة إذ كل هبة نحلة، وليس كل نحلة هبة.
والانتحال: ادعاء الشيء وتناوله، ومنه يقال فلان ينتحل الأمر. راجع مفردات غريب القرآن: 485.
(¬2) - الملة: كالدين، وهو اسم لما شرع الله تعالى لعباده على لسان الأنبياء ليتوصلوا به إلى جوار الله، والفرق بينها وبين الدين: أن الملة لا تضاف إلا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي تسند إليه، نحو "اتبعوا ملة إبراهيم"، "واتبعت ملة آبائي"، ولا تكاد توجد مضافة إلى الله ولا إلى آحاد أمة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا تستعمل إلا في جملة الشرائع دون آحادها، لا يقال: ملة الله، ولا يقال: ملتي وملة زيد، كما يقال: دين الله ودين زيد، ولا يقال: الصلاة ملة الله. وأصل الملة: من أمللت الكتاب، قال تعالى: {فليملل الذي عليه الحق فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل} (البقرة: 282). وتقال الملة باعتبار الشيء الذي شرعه الله، والدين يقال اعتبارا بمن يقيمه إذ كان معناه الطاعة. والله أعلم.
صفحہ 2