165

موجز

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

اصناف

مخالف لتأويل قولنا جسم، فإذا قلنا: شيء فذلك اسم لكل موجود وموهوم. وجسم إنما يراد به التجزي والتسديس، فإذا قلنا: إن الله جسم ليس كالأجسام فكأننا قلنا هو، وإن كان مسدسا ذا أجزاء فلا خالق إلا هو، ولو قلنا: هو جسم لا كالأجسام، ونريد ذلك؛ لكنا إنما قلنا إنه مسدس متجزئ، وليس بمسدس ولا متجزئ، وليس لهذا القول وجه غير هذين الوجهين؛ لأن قولك جسم إما أن يكون وصفا للذات دون الإخبار عن جنس فعله ما هو، وكيف هو، وإما أن يكون لا كالأجسام إخبارا عن فعله أنه لا يشبه فعل الأجسام، فإن كنت عن الذات تخبر فقد جعلته مسدسا متجزيا، وإن كنت الفعل أردت فقد صار قولك كقول من قال إن النار جسم لا كالأجسام، وليس يريد أن النار غير مسدسة ولا متجزية، وإنما يريد أن لا محرق إلا النار حيثما كانت، ولو لم يعن القائل ما قلنا، لكان إنما قال النار جسم وليست بجسم، وكذلك إذا زعم أن الله جسم وليس كالأجسام، وقولنا شيء اسم لكل موجود وموهوم، وقولنا لا كالأشياء: أردنا أن صفاته بخلاف صفات الأشياء، وليس في قولنا شيء (¬1)

¬__________

(¬1) الله سبحانه وتعالى شيء، وهو أعظم الأشياء وأفضلها، وليس يشبهه شيء، ويقول الدكتور فرحات الجعبيري: ونرد ذلك على الجهمية والمشبهة الذين يعتبرون الشيء والجسم بمعنى شيء واحد، ثم يختلفون فيذهب الجهمية إلى نفي الشيئية عن الله فيعطلون، ويذهب المشبهة إلى إقرار الشيئية فيجسمون. وخطرهم ناجم عن خلط لغوي؛ ذلك أن اللغة تميز بين الشيء والجسم، وتعتبر الشيء أهم من الجسم؛ لأن كل جسم شيء، وليس كل شيئا جسما. قال تعالى: {لقد جئتم شيئا إدا} (سورة مريم 89)، يعني قولهم وفعلهم، وهو ليس بجسم. (أبو عمار عبد الكافي: حاشية على كتاب الجهالات ص 157 158 نقلا من رسالة دكتوراه للدكتور فرحات الجعبيري ص 170..

صفحہ 165