في أبي تمام
هو حبيب بن أوس بن الحارث، وينسب إلى طي وهو نصراني ولد سنة 809 بجاسم قرية من قرى الجيدور من أعمال دمشق، ونشأ بمصر وكان فصيحا حلو الكلام، قال الصولي في حقه: «كان واحد عصره في ديباجة فضله، وفصاحة شعره وحسن أسلوبه.» وله كتاب الحماسة التي دلت على غزارة فضله، وله مجموع آخر سماه فحول الشعراء جمع فيه بين طائفة كثيرة من شعراء الجاهلية والمخضرمين والإسلاميين، وكتاب الاختيارات من شعر الشعراء، ومدح الخلفاء، وأخذ جوائزهم وجاب البلاد، قال العلماء: «خرج من قبيلة طي ثلاثة كل واحد مجيد في بابه: حاتم طي في جوده وداود الطائي في زهده، وأبو تمام في شعره.» وتوفي أبو تمام في الموصل نحو سنة 847.
البحتري
هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي الشاعر المشهور، ولد بمنبج (في ولاية حلب) نحو سنة 820، ونشأ وتخرج بها ثم خرج إلى العراق، ومدح جماعة من الخلفاء وخلقا كثيرا من الأكابر والروساء، وله أشعار كثيرة يذكر فيها حلب وضواحيها، وكان يقال لشعره: سلاسل الذهب، وجمع أبو بكر الصولي شعره، ورتبه على حروف المعجم، وجمعه أيضا علي بن حمزة الأصبهاني، ورتبه على الأنواع، وتوفي البحتري بمنبج أو حلب سنة 898 والبحتري نسبة إلى بحتر أحد أجداده.
قيس الماروني
ذكره المسعودي في كتابه التنبيه والإشراف، فقال: «ولبعض متبعي مارون من المارونيين، ويعرف بقيس الماروني كتاب حسن في التاريخ وابتداء الخليقة والأنبياء والكتب والمدن والأمم وملوك الروم وغيرهم وأخبارهم.» وانتهى بتصنيفه إلى المكتفي، والمعلوم أن المكتفي توفي سنة 908، وعليه فيكون قيس هذا عاش في آخر القرن التاسع وأوائل العاشر، وقد عثر الأب نو المستشرق الإفرنسي على كتيب سرياني في المتحف البريطاني تحت عدد 17216، وطبعه ببريس سنة 1899 واسما إياه بفقر من تاريخ سرياني ماروني، وقد ظن الأب نو أن تلك الفقر مقاطيع من كتاب قيس الماروني، وقد أطال العلامة نلدك (في المجلة الأسيادية الألمانية) الكلام في هذه الفقر وبين عظم أهميتها، وعزاها إلى كاتب ماروني، والذي يظهر لنا أن المقاطيع التي رواها نلدك والكتيب الذي نشره الأب نو هي جزء من تاريخ قيس الماروني الذي ذكره المسعودي لا كله.
وكان في القرن التاسع من المشاهير غير السوريين محمد بن المستنير المعروف بقطرب النحوي البصري وتوفي سنة 822، ويحيى بن عبد الله الكوفي المعروف بالفراء أعلم الكوفيين بالنحو واللغة، وتوفي سنة 823، والأصمعي البصري وتوفي سنة 833 وأبو نواس الشاعر المشهور، وتوفي سنة 814 والمازني البصري إمام عصره في النحو والآداب، وتوفي سنة 864، وحنين بن إسحق الطبيب العبادي النصراني النسطوري ... وله كتب كثيرة منها كتاب في خلاصة فلسفة أرسطو عدا عما ترجمه من اليونانية إلى السريانية والعربية، وتوفي سنة 876 إلى غير هؤلاء من المشاهير.
الفصل السادس
في تاريخ سورية الديني في القرن التاسع
(1) في بطاركة أنطاكية وأورشليم في هذا القرن
نامعلوم صفحہ