(1) في من اشتهر من بطاركة أنطاكية في هذا القرن
من هؤلاء أوسطاتيوس كان أسقفا على حلب، ثم صير بطريركا على أنطاكية وله كتب كثيرة يرد بها ضلال الأريوسيين، وله كتاب في النفس وآخر في رد مزاعم أوريجانوس، وساعد كثيرا في المجمع النيقوي على نبذ غوايات أريوس، فتصدى الأريوسيون لمناصبته، وعقد بعض الأساقفة الملتطخين بهذه البدعة مجمعا عليه بأنطاكية، وأتوا بامرأة جميلة فشكوه بأنها علقت منه وولدت ابنا، وإذ لم تكن بينة ولم يقم دليل على الشكوى قضى الأساقفة الجائرون أن تحلف الشاكية يمينا فحلفت، وتمنع الأساقفة الكاثوليكيون من الحكم عليه خلافا للقوانين، فرفع الأساقفة الأريوسيون الدعوى إلى الملك، وزينوا له أن نفي إسطاتيوس لازم لمجانبة الانقسام بين الأساقفة، فنفاه الملك إلى تراسة ...
وكان قلق كبير في أنطاكية بسبب نفيه، ولقي ربه في منفاه على الأظهر، واختلف في سنة منفاه ووفاته، وقام بعده عدة بطاركة أريوسيين إلى أن اتفق الحزبان الكاثوليكي والأريوسي على اختيار القديس ملاتيوس، وكان أسقفا على سبسطية بأرمينية ولما جاهر بمعتقده الكاثوليكي تصدى لمناصبته الأريوسيون، وما انفكوا حتى نفوه إلى أرمينية وأقاموا بطريركا أريوسيا فاضطر الكاثوليكيون أن ينفصلوا عن الأريوسيين، ويجانبوا الاجتماع معهم في الكنيسة، ولما استولى على منصة الملك يوليانوس الجاحد سنة 361، ورخص للأساقفة المنفيين بالعود إلى كراسيهم عاد ملاتيوس من منفاه، ولم يتبعه إلا محازبوه وكانوا يقيمون الصلاة وحدهم، وسعى الأريوسيون بملاتيوس لدى الملك والنس فنفاه ثانية إلى أرمينية سنة 370، ورجع إلى كرسيه في أيام غراسيان سنة 378، ومضى سنة 381 إلى القسطنطينية؛ ليشهد المجمع الذي عقد فيها، فتوفاه الله هناك وابنه القديس غريغوريوس النيصيصي، ونقل ذووه جثته إلى أنطاكية، فدفنت في جانب بابيلا الشهيد. (2) في من اشتهر من الأساقفة بأورشليم وسائر مدن سورية بهذا القرن
اشتهر من أساقفة أورشليم بهذا القرن كيرلس الأورشليمي، ولد بأورشليم سنة 315 ورقي إلى أسقفيتها سنة 351 على الراجح، وقد ناصب الأريوسيين وزيف ضلالهم فنفوه ثلاث مرات وعاد من منفاه ظافرا موقرا، وكان من ألد خصومه أكاسيوس أسقف قيصرية فلسطين، وكان التقدم حينئذ في فلسطين لرؤساء أساقفة قيصرية قبل جعل كرسي أورشليم بطريركيا، وكان بأورشليم لما حاول يوليانوس الجاحد أن يجدد بناء الهيكل بأورشليم، وقد أدركته المنية سنة 386 أو سنة 387، وأخص تآليفه كتبه في التعاليم منقسمة إلى 23 تعليما مشتملة على شروح مشبعة في عقائد الإيمان والتقليدات القديمة.
أوسابيوس أسقف قيصرية فلسطين
ولد سنة 270 وعشق العلوم وكان صديقا حميما للقديس بمفيل الشهير الذي أتقن العلوم ببيروت، وأكب على الاشتغال بالعلوم ولا سيما التاريخ حتى سمي أبا التاريخ الديني وكان عزيزا لدى الملك قسطنطين الكبير، وكتب ترجمته في أربعة كتب، وقد شهد المجمع النيقوي سنة 325، وهو إنشاء قانون الإيمان الذي وضعه هذا المجمع بعد تنقيح آبائه له، ومن نقائصه ممالأته الأساقفة الأريوسيين على عزل أوسطاتيوس بطريرك أنطاكية ، وإغراؤه الملك قسطنطين بنفي القديس أتناسيوس وإعادة أريوس من منفاه، وكان من أعلم علماء عصره، وتوفاه الله سنة 383 ... وله كثير من التآليف التاريخية والدينية والعلمية منها تاريخه الديني في عشرة كتب، وترجمة قسطنطين الملك في أربعة كتب أضاف إليها كتابا ضمنه نصائح إلى المؤمنين، عزاها إلى هذا الملك ومقالة في مدحه ذات ثمانية عشر فصلا، وله كتاب موسوم بالاستعداد الإنجيلي جمع فيه ما كان برهانا على مجيء المخلص، ونشر إنجيله، وكتاب يعرف بالكرونيكون أي: تاريخ السنين بدأ فيه من خلق العالم إلى سنة 330 للميلاد، وله مقالة في استشهاد القديس بمفيل ورفقائه، وكتاب في شهداء فلسطين كتبه أولا بالسريانية لغة قومه، ثم ترجمه موجزا إلى اليونانية، وله تأليف مدافعة عن أوريجانوس كتبه مع القديس بمفيل المذكور، وقسمه إلى ستة كتب، وله عدة كتب في جغرافية اليهود ومواقع الأماكن العبرانية، وأسمائها إلى غير ذلك مما كتبه هذا النادرة.
أوسابيوس أسقف حمص
أصله من الرها وأتقن العلوم وصير أسقفا على حمص، وثار الشعب عليه ففر إلى اللاذقية ثم أعيد إلى حمص، وتوفي سنة 360، وروى نطاليس ولكويان والقديس إيرونيموس أنه كان أريوسيا في عقيدته، ولكن له تآليف كثيرة منها رده على اليهود والوثنيين، وعشرة أسفار في تفسير رسالة بولس إلى الغلاطيين ومقالات في تفسير الأناجيل، وكتاب مباحث في العهد القديم.
القديس إبيفان أسقف سلمينا بقبرس
ولد بقرية في ناحية بيت جبرين بفلسطين، وتربى في أديار النساك، وأقام طويلا بمصر بين النساك وكان عالما باليونانية والعبرانية والسريانية والمصرية واللاتينية، وانتخبه القبرسيون أسقفا بجزيرتهم فتضوعت الأرجاء بشذا فضيلته وفضله، وعلمه وأنفق في سبيل المبرات كل ما كان يملكه وصنع الله على يده آيات، وكان بينه وبين يوحنا أسقف أورشليم جدال موضوعه أوريجانوس ... فإبيفان كان يندد بتعليمه ويوحنا يدافع عنه، وعقد إبيفان مجمعا في قبرس حرم به تلاوة كتب أوريجانوس، وكتب رسائل بذلك إلى الأساقفة، وفي جملتهم إلى يوحنا فم الذهب البطريرك القسطنطيني، وعقد فم الذهب مجمعا في القسطنطينية، ودعا إليه إبيفان فحضره ولم يشأ إبيفان أن يتعاطى مع فم الذهب إن لم يحرم كتب أوريجانوس، وباشر بعض الحبريات في بطريركيته دون إذنه، فعتبه فم الذهب وأنبه فبرح إبيفان القسطنطينية وعاد إلى قبرس، وتوفي في آخر سنة 402، وله تآليف كثيرة منها كتاب في البدع إلى أيامه وتفنيدها، وكتاب موسوم بالمرساة عنونه بذلك؛ لأن غرضه منه توطيد النفس في تعليم الإيمان، وكتاب في الموازين والمكاييل وكتاب في خطب ومقالات، وله رسالة إلى يوحنا أسقف أورشليم في جداله المذكور.
نامعلوم صفحہ