محتسب فی تبیین

Ibn Jinni d. 392 AH
33

محتسب فی تبیین

المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها

تحقیق کنندہ

محمد عبد القادر عطا

ناشر

دار الکتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

پبلشر کا مقام

بيروت

الصراع حول قضية القراءات قديما وحديثا: وقد تكلم ابن قتيبة فى كتابه «تأويل مشكل القرآن» عن قضية القراءات والصراع الذى يدور حولها تحت باب «الحكاية عن الطاعنين»، فقال: وكان مما بلغنا عنهم: أنهم يحتجون بقوله ﷿: ﴿وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلافًا كَثِيرًا﴾ وبقوله: ﴿لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ﴾. وقالوا: وجدنا الصحابة، رضى الله عنهم، ومن بعدهم، يختلفون فى الحرف: فابن عباس يقرأ: «وادّكر بعد أمه» وغيره يقرأ: «بعد أمّة». و«عائشة» تقرأ: «إذ تلقونه». و«أبو بكر الصديق» يقرأ: «وجاءت سكرة الحقّ بالموت» والناس يقرأون: ﴿وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ﴾. وقرأ بعض القراء: «وأعتدت لهنّ متكا» وقرأ الناس: ﴿وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً﴾. وكان «ابن مسعود» يقرأ: «إن كانت إلاّ زقية واحدة» ويقرأ: «كالصوف المنفوش». مع أشباه لهذا كثيرة، يخالف فيها مصحفه المصاحف القديمة والحديثة. وكان يحذف من مصحفه «أم الكتاب» ويمحو «المعوذتين». و«أبى» يقرأ: «إنّ السّاعة آتية أكاد أخفيها من نفسى فكيف أظهركم عليها». ويزيد فى مصحفه افتتاح «دعاء القنوت» إلى قول الداعى: «إن عذابك بالكافرين ملحق» ويعده سورتين من القرآن. و«القراء» يختلفون: فهذا يرفع ما ينصبه ذاك، وذاك يخفض ما يرفعه هذا. *** باب الرد عليهم فى وجوه القراءات: أما ما اعتلوا به فى وجوه القراءات من الاختلاف، فإنا نحتج عليهم فيه بقول النبى ﷺ: «نزل القرآن على سبعة أحرف، شاف كاف، فاقرءوا كيف شئتم». وقد غلط فى تأويل هذا الحديث قوم فقالوا: السبعة الأحرف: وعد، ووعيد، وحلال، وحرام، وأمر، ونهى، وخبر ما كان قبل، وخبر ما هو كائن بعد، وأمثال. وليس شئ من هذه المذاهب لهذا الحديث بتأويل. ومن قال: فلان يقرأ بحرف «أبى عمرو» أو بحرف «عاصم»، فإنه لا يريد شيئا مما ذكروا. وليس يوجد فى كتاب الله حرف قرئ على سبعة أوجه-يصح، فيما أعلم. وإنما تأويل قوله ﷺ: «نزل القرآن على سبعة أحرف»: على سبعة أوجه من اللغات متفرقة فى القرآن يدلك على ذلك قول رسول الله ﷺ: «فاقرأوا كيف شئتم». وقال عمر: سمعت «هشام بن حكيم بن حزام» يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها،

1 / 35