محاورات افلاطون
محاورات أفلاطون: أوطيفرون – الدفاع – أقريطون – فيدون
اصناف
نعم يا سقراط، لا شك في هذا، ولا سيما إن أنصتوا لما أقول.
سقراط :
إنهم لا بد منصتون إن رأوا أنك متكلم قدير. لقد اختلجت في نفسي فكرة إذ كنت تتحدث. قلت لنفسي ماذا عسى أن أفيد إن أقام لي أوطيفرون الدليل على أن الآلهة جميعا يعدون موت العبد ظلما؟ كيف يزيدني ذلك علما عن حقيقة التقوى والفجور؟ إذ لو سلمنا أن هذا الفعل قد يكون مكروها من الآلهة؛ فليس هذا التحديد تعريفا دقيقا للتقوى والفجور، فلقد رأينا أن ما تكرهه الآلهة هو في نفس الوقت سار لهم وعزيز لديهم؛ وعلى ذلك فلا أطلب إليك يا أوطيفرون أن تقيم على هذا دليلا، وسأفرض - إن أردت - أن الآلهة جميعا تنكر مثل هذا الفعل وتمقته، ولكني سأعدل التعريف بحيث يكون أن ما يجمع الآلهة على كرهه فهو فاجر، وأن ما يحبونه تقي مقدس، وأن ما يحبه بعضهم ويكرهه بعضهم الآخر فهو تقي وفاجر معا، أو لا هو هذا ولا ذاك؛ فهل توافق على هذا التعريف للتقوى والفجور؟
أوطيفرون :
لم لا أوافق يا سقراط؟
سقراط :
لم لا توافق! يقيني يا أوطيفرون أن ليس ثمة ما يبرر - فيما أعلم - ألا يكون التعريف هكذا. أما هل يفيدك قبول هذا التعريف فائدة عظيمة في تعليمي الذي وعدتني به، فذلك أمر موكول لك النظر فيه.
أوطيفرون :
نعم، ينبغي أن أقول إن ما تجمع الآلهة على حبه تقي مقدس، وإن نقيضه الذي يجمعون على كرهه فاجر.
سقراط :
نامعلوم صفحہ