محمد اقبال: سوانح عمری اور فلسفیانہ شاعری
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
اصناف
وقد بين جلال الدين الرومي هذه النقطة بيانا حسنا؛ إذ قال: إن حليمة السعدية حاضنة الرسول
صلى الله عليه وسلم
افتقدته يوما وهو طفل ففزعت وتولهت، فسمعت من الغيب هذا النداء: «لا تحزني فلن تفقديه، بل العالم كله يفقد فيه!»
يعني أن الفرد الكامل والإنسان الحقيقي لا يضل في الكائنات، بل تضل هي فيه؛ أي تسخر له فيتصرف فيها.
وأنا أجاوز هذه المنزلة فأقول: يفقد رضا الحق - الله - في رضاه.
الحياة رقي مستمر، تسخر كل الصعاب التي تعترض طريقها. وحقيقتها أن تخلق دائما مطالب ومثلا جديدة. وقد خلقت من أجل اتساعها وترقيها آلات كالحواس الخمس والقوة المدركة؛ لتقهر بها العقبات والمشقات.
وأشد العقبات في سبيل الحياة المادة أو الطبيعة، ولكن المادة ليست شرا كما يقول حكماء الإشراق، بل هي تعين الذات على الرقي، فإن قوى الذات الخفية تتجلى في مصادمات هذه العقبات.
وإذا قهرت الذات كل الصعاب التي في طريقها بلغت منزلة الاختيار . الذات في نفسها اختيار وجبر، ولكنها إذا قاربت الذات المطلقة نالت الحرية الكاملة. والحياة جهاد لتحصيل الاختيار، ومقصد الذات أن تبلغ الاختيار بجهادها. (1) دوام الذات أو الشخصية
مركز حياة الإنسان ذات «خودي» أو شخص، أعني أن الحياة حينما تتجلى في الإنسان تسمى ذاتا.
وشخصية الإنسان من الوجهة النفسانية حال من التوتر. ودوام الشخصية موقوف على هذه الحال. فإن زالت هذه الحال عقبتها حال من الاسترخاء مضرة بالذات. فإن يكن في حالة التوتر هذه كمال الإنسان فأول فرض عليه أن يعمل لدوام هذه الحال والحيلولة دون حال الاسترخاء. وكل ما يمكننا من إدامة حال التوتر يمكننا من الخلود.
نامعلوم صفحہ