محمد اقبال: سوانح عمری اور فلسفیانہ شاعری
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
اصناف
وفي هذه السفرة زار إقبال قبر السلطان حيدر علي وقبر ابنه السلطان تيبو، وأصغى في خشوع إلى قصيدة أنشدها شاعر على قبر «تيبو سلطان». وإقبال من المعجبين بهذا الملك، وقد ذكره في كثير من شعره، شأنه في الإعجاب بالأحرار الشجعان المجاهدين الذين يلقون الموت في سبيل الحق صابرين راضين محتسبين. والسلطان تيبو - ويسمى في الهند تيبو سلطان - جاهد الإنكليز جهادا كبيرا ولم يقعده عن جهادهم إلا الموت.
وقد اجتهد في أن يستعين على الإنكليز بعض الدول الإسلامية، كما حاول أن يحالف نابليون عليهم. وكان نابليون حينئذ في مصر. وقد جمع له الإنكليز ما استطاعوا وحاصروه. فلما يئس من النصر أنف عن ذل الأسر، فألقى بنفسه من قلعة فمات سنة 1213ه.
ثم توجه إقبال تلقاء حيدر آباد فبلغها في الرابع عشر من كانون الثاني، وازدحم الناس لاستقباله. واصطف الصبيان ينشدون نشيد إقبال القومي. ودعاه نظام حيدر آباد فنزل في ضيافته أياما.
في الجامعة الإسلامية
ودعا الدكتور الأنصاري - رحمه الله - سنة 1932م حسين رءوف بك إلى القدوم إلى الهند وإلقاء محاضرات في الجامعة الإسلامية. وحسين رءوف عرف في العالم الإسلامي منذ حرب تركيا وإيطاليا سنة 1911؛ إذ كان ربان المدرعة حميدية، فغامر بها في البحر الأبيض وأغرق كثيرا من سفن الطليان.
وقد شارك في أحداث تركيا حربا وسلما حتى تولى رياسة الوزراء أيام حرب الاستقلال.
جاء حسين رءوف إلى دلهي فألقى محاضرات في الجامعة على جمع حاشد. وقد رأس إحدى الحفلات محمد إقبال فتكلم بعد حسين رءوف في اتحاد المسلمين ، وأبطل دعوة الوطنية بينهم وأبان عن مفاسدها.
ثم رأس اجتماعا آخر، ورجا الناس أن يسمعوا منه مثل ما سمعوا في اليوم الأول، ولكنه اكتفى بكلام قليل ختمه بهذه الفكاهة: ذهب إلى إبليس جماعة من تلاميذه أيام الحرب العظمى «الحرب العالمية الأولى»، فوجدوه خاليا ساكنا يدخن سيجارا، فسألوه كيف جلس خاليا فارغا من العمل؟ فأجاب: وكلت كل أعمالي إلى الحكومة البريطانية هذه الأيام.
وبعد أشهر عاد إقبال إلى الجامعة الإسلامية في دلهي، فألقى محاضرة موضوعها السفر من لندن إلى قرطبة. وحدثني الأستاذ أحمد برويز أنه سمع هذه المحاضرة، فرأى كيف اجتمع عقل إقبال وقلبه وعلمه وأدبه على الإعجاب بآثار العرب في الأندلس، والإشادة بها. وحدث في هذه المحاضرة عن لقائه الفيلسوف برجسون في باريس وتحدثه معه في الفلسفة وفي أمور من الإسلام كان يجهلها الفيلسوف.
وفي هذا الصدد أذكر ما روي عن إقبال أنه حدث برجسون في الزمان - ولهذا الفيلسوف نظرية فيه توافق فلسفة إقبال من بعض الوجوه، وأن برجسون وثب من كرسيه عجبا حينما ذكر إقبال الأثر المعروف: «لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر.» وهذا الأثر مضمن في شعر إقبال في منظومته رموز بي خودي.
نامعلوم صفحہ