محمد اقبال: سوانح عمری اور فلسفیانہ شاعری
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
اصناف
إن في فطرة الإسلام مزايا تيسر له أن يبلغ أوج الظفر. انظر إلى الصين مثلا، فيها من المسلمين عشرات الملايين دخلوا في الإسلام بالدعوة، وما كان للمسلمين في الصين سلطان سياسي، وفي هذا برهان على أن الإسلام يفتح القلوب بغير سلطان سياسي ودون إكراه.
قد طالعت فلسفة العالم أكثر من عشرين سنة، ففي وسعي أن أدلي برأيي بريئا من التعصب، وأن أنقد حوادث العالم غير متحيز.
إني أقصد في دواويني إلى أن أضع أمام أعين الناس مثلا عالية عمرانية شاملة، ولكني لم أستطع حين صورت هذه المقاصد، أن أغض البصر عن نظام اجتماعي مقصده أن يمحو بين الناس فروق الأشخاص والدرجات والأنساب والألوان، ودعوته أن يعمل الإنسان لدنياه ويعلو على مطامع هذه الدنيا ما استطاع ولا يرجو إلا رضاء الله. إن الإسلام يدعو إلى أن يأخذ الإنسان نصيبه من الدنيا، ثم يدعو أن تهجر كل لذات الدنيا في سبيل مقاصد الحياة العليا.
وإن أوروبا محرومة من هذا التعليم، هذا الكنز الثمين. وتستطيع أن تأخذ عنا هذا المتاع النفيس الذي لا يقوم. •••
ثم مسألة أخرى أختم بها: إن الأقوال التي بعثتها إليك فأدرجتها في مقدمة أسرار خودي، قد بينت مذهبي في ضوء آراء مفكري الغرب ومذاهبهم. وإنما اخترت هذه الطريقة لأيسر لقراء الإنكليزية فقه آرائي. ولو شئت لاستشهدت بالقرآن الحكيم، وأقوال الصوفية الكرام، وحكماء المسلمين، كما فعلت في المقدمة التي أثبتها في الطبعة الأولى لأسرار خودي.
إني أدعي أن فلسفة أسرار خودي مأخوذة من آراء صوفية المسلمين وحكمائهم، وأن أبحاث برجسون
4
في الزمان والوقت ليست جديدة عند صوفيتنا. قد بينت هذه المسائل في كتب التصوف بطرائق مختلفة.
القرآن المجيد ليس كتاب فلسفة أو إلهيات، ولكن فيه هدي إلى مقاصد الحياة ورقيها، وفيه أصول فلسفية يقينية. ولو أن مسلما متفلسفا بين المسائل القرآنية في ضوء الأفكار والتجارب الحديثة ما صح اتهامه بأنه يقدم شرابا جديدا في زجاجة قديمة، كما يقول مستر دكسن. أنا لا أعرض أفكارا جديدة في ثياب قديمة، ولكني أبين حقائق قديمة في ضوء الأفكار الجديدة.
ما أشد أسفي لجهل أهل الغرب الإسلام والفلسفة الإسلامية!
نامعلوم صفحہ