Muhammad ibn Abd al-Wahhab: His Salafi Creed, Reformist Call, and Praise by Scholars
محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه
ناشر
مطبعة الحكومة بمكة المكرمة
ایڈیشن نمبر
١٣٩٥ هـ/١٩٧٥م
اصناف
وهم وسط في باب وعبد الله، بين المرجئة والوعيدية.
وهم وسط في باب الإيمان والدين، بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية.
وهم وسط في باب أصحاب رسول الله ﷺ بين الروافض والخوارج١.
وأعتقد: أن القرآن كلام الله، منزّل غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود، وأنه تكلم به حقيقة، وأنزله على عبده ورسوله وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده؛ نبينا محمد ﷺ.
وأؤمن بأن الله فعّال لما يريد، ولا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج عن مشيئته، وليس شيء في العالم يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره، ولا محيد لأحد عن القدر المحدود، ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المسطور.
_________
١ الحرورية: هم الخوارج الذين خرجوا على عليّ عندما رضى بتحكيم الحكمين.
والمعتزلة: هم القدرية الذين أسندوا الفعل إلى العبد، ولم يؤمنوا بالقدر.
والمرجئة: هم الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
والجهيمة: هم أتباع جهم بن صفوان، نفوا جميع صفات الله وأسمائه، ودانوا بالجبر المحض.
والروافض: هم الذين يقولون: إن عليَّ بن أبي طالب هو الخليفة بعد الرسول، وأن الرسول أوصى له بالخلافة، ويكفّرون أكثر أصحاب رسول الله.
والتوسط الذي أراده الشيخ، هو: أن أهل السنة يقولون ويعتقدون بعموم مشيئة الله وقدرته، ولا يقولون: إن العبد مجبور على فعل نفسه، بل هو مختار.
والتوسط بين المرجئة والوعيدية، الذين هم الحرورية والمعتزلة، هو: أن أهل السنة لا يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية؛ لورود الآيات الناصّة على الوعيد.
ولا يقولون: إن مرتكب الكبيرة كافر، كما تقوله الخوارج، ولا أنه في المنزلة بين المنزلتين، كما تقوله المعتزلة، بل يرجون للمحسن، ويخافون على المسيء، وإن مات ولم يتب فأمره مفوّض لله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له.
والتوسط بين الروافض والخوارج في الصحابة، هو: أن أهل السنة يعتقدون بفضل الصحابة كلهم، ولا يغلون في أهل البيت، بخلاف الروافض، فإنهم قد كفروا أكثر أصحاب رسول الله، وغلوا في أهل البيت. وبخلاف الخوارج، فإنهم كفّروا عثمان، وعليًا، وطلحة، والزبير، ومعاوية، وعمرو ابن العاص.
1 / 35