فسكت الشيخ ولم يرد أن يزيد من ارتياعها، فقال: «لم يكن بينهما إلا ما يكون بين ولدي العم، إنها غاشية لم تلبث أن تنجلي.»
قالت جليلة: «إذا لم تعلم يا أبت. إذا لم يخبرك جساس.»
فقال مرة وهو يحاول كتمان غضبه: «لا تخافي يا ابنتي، لن يكون بينهما إلا ما تحبين.»
ثم التفت إلى جساس وقال: «أكان بينكما نزاع؟»
قال جساس وشفتاه تختلجان: «قال لي قولا فرددته عليه.»
فصاحت جليلة: «ألم تهدده؟ ألم تسبه؟»
قال مرة مرتاعا: «هددته؟»
فقال جساس وقد أعلى صوته على صوت أبيه: «نعم هددته إذ هددني. ألست جساس بن مرة؟ ألست من شيبان سادة بني بكر؟ فبماذا يفضلني كليب؟»
قال مرة وقد أودع كل ألمه في كلمته: «أيها المنكود!»
ونظر إليه غاضبا، فأغضى الفتى أمام نظرة أبيه وبقي صامتا، فقالت جليلة تخاطب أخاها: «أي جساس! أنت أخي وهو زوجي، فبحقي عليك لا تقطع رحمك، ولا تؤذني في صاحبي.»
نامعلوم صفحہ