محالفہ ثلاثیہ
المحالفة الثلاثية في المملكة الحيوانية
اصناف
فلتحيا الفلسفة الأبكورية! صلى الأسد على أبيكاريوس وسلم!
الحصان :
لا تستحوا أيها الإخوة المحترمون، الإسطبل إسطبلكم، ولا تظنوا أنكم في بيت عدوكم، فكلنا نذكر أن الأسد له المجد دخل ما بين أعدائه، أما الفرق بينه وبينكم هو أن الأسد صلب وأنتم ستحيون حياة جديدة، أما الآن فلنأكل ولنشرب، فلنشرب على ذكر الحبيب، ولكن إياكم أن تسكروا. أهلا وسهلا بكم إن حاسياتي العميقة لا يعبر عنها بلغتنا الحيوانية، شرفتم أيها الحمير الكرام، آنستم أيها البغال الورعون العظام، لو كان لي صوت لطيف لكنت أنشدكم فأطربكم، أها. نعم، نعم، إن لكاتبي الجحش صوتا رخيما: يا جحش يا جحش، آتنا بعودك، وأطربنا بنشيدك.
فجاء الجحش مطيعا، وبيده عود مصنوع من الجلد، وأوتاره من الشعر، فجلس على سدة بالقرب من المائدة، وأخذ يلعب بالأوتار إلى أن عدل عوده، وصرخ منشدا: شرف القوم الكرام ... إلخ.
فطرب الحاضرون، وهاجت عواطفهم، فصرخوا جميعهم متهللين: كمان يا جحشنا كمان، بالله عليك منعاد، يا سلام ما حد سمع بعد. بعد. وغيره من عبارات الاستحسان، وصرخات السكران الولهان.
ولما سمع المغني هذه التصدية الجميلة لصوته الأجمل أخذ ثانية عوده الهندي، وطفق ينقل على أوتاره اللطيفة ريشته الرشيقة الخفيفة، وغنى على لحن وضعه أحد الغزلان في أبيات لجمال عربي:
عجبت لسعي الدهر بيني وبينها
فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر
فيا حبها زدني جوى كل ليلة
ويا سلوة الأيام موعدك الحشر
نامعلوم صفحہ