محالفہ ثلاثیہ
المحالفة الثلاثية في المملكة الحيوانية
اصناف
إلى الثور قاضي قضاة الحكومة المدنية:
إن مفتاح السماء يستنجد سيف الدولة، فالثعلب الواصل إليكم قد حوكم في مجلسنا على اعتقاداته الشخصية الخبيثة المضرة بتعاليمنا، ووجد بعد المخابرة والاستنطاق أنه ارتكب الذنوب الآتية: أولا الوقاحة والاستهزاء. ثانيا التمرد والمكابرة. ثالثا التجديف. ورابعا الكفر والهرطقة والإلحاد، وقد رفض أن يهتدي، وينكر اعتقاداته الشيطانية، مكفرا بذلك عن ذنوبه القبيحة، وفضل أن ينفذ فيه حكم المجلس الذي هو كما تعلمون الإعدام في النار، فأملنا أن تستخدموا القوة المعطاة لكم لتنفيذ حكم المجلس، وفي كل الأحوال إن مفتاح السماء يستنجد سيف الدولة.
الداعون لحضرتكم
الحصان، الحمار، البغل
أعضاء مجلس التفتيش (ولما فرغ الكاتب من كتابة الرسالة قدمها إلى المجلس فوقع عليها كل منهم بإمضائه، وسلمها الحصان مختومة إلى الخفر قائلا: خذ الثعلب تحت الحفظ إلى السجن، وسلم هذه الرسالة إلى صاحبها، فنحن والحمد لله قد تممنا وظيفتنا، ونقدر أن نقول براحة وسرور، وضمير مستقيم: «إننا أبرياء من دم هذا الصديق»، فلتكمل مشيئة الله.)
الحمار :
وسيرى الثعالب أي منقلب ينقلبون.
البغل :
فلتكمل مشيئة الله، وارفض المجلس عندئذ، وخرج جميع الحيوانات متهللين فرحين وهم ينتظرون أن يشاهدوا عن قريب إحراق الكافر المسكين.
أما الثور، فإنه عندما وصله الكتاب فضه، وقرأه، ثم صادق عليه، وناوله للجلاد؛ ليعمل بموجبه، وأعطي الثعلب فرصة عشرة أيام ليتفكر في أمره؛ لعله يرتد عن غيه، وينكر اعتقاده، وكان الثور يذهب كل يوم إلى الثعلب في سجنه، ويحاول إقناعه، ولكنه لم يظفر بأرب إذ إن المحكوم عليه بقي مصرا على عناده، متشبثا بآرائه، ومحافظا على ما كانت تدعوه إليه استقامة ضميره التي أفضت به إلى الموت احتراقا، وبعد أن مضت المدة المعينة، وجاء صبح اليوم الحادي عشر ذهب الجلاد مع أعوانه إلى الساحة العمومية في المدينة، وأضرموا هنالك نارا متأججة، وجاءوا بالمحكوم عليه راسفا بسلاسل الحديد، محاطا بالخفر، وأوقفوه على دكة عالية تشرف على النار المضطرمة بالقرب منها. وكانت الحيوانات قد ازدحمت في الساحة العمومية، ومن جملتهم الحصان والحمار والبغل الذين أتوا ليروا هذا المشهد المرعب، ويتلذذوا بثمرة أعمالهم الصالحة، ولم يكن بين كل هذه الخلائق المحتشدة ثعلب واحد؛ لأن الحكومة كانت قد اتخذت كل الاحتياطات لمنع المظاهرات الثعلبية، وأعلنت أنها تستخدم القوة في هذا اليوم لقمع كل عنيد مكابر يحاول أن يثير الخواطر، ويدس الدسائس، فبقيت الثعالب في بيوتها، واحتملت المصيبة بقلب مملوء من الخوف والحنق.
نامعلوم صفحہ