محالفہ ثلاثیہ
المحالفة الثلاثية في المملكة الحيوانية
اصناف
الثعلب :
أرجو من الحمار الفاضل ألا يقاطعني في كلامي، ومتى انتهيت من خطابي الذي ألقيه بطلب خصوصي من صاحب الدعوة، فلكم إذ ذاك أن تعترضوا وتحكموا وتنددوا. قلت : ما الكهربائية إلا وجها من وجوه الله العديدة، أو هي كتاب من كتبه الكثيرة، وأنتم لا تستطيعون ولا تريدون أن تقاوموا الله - عز وجل - فيجب عليكم أن تسلكوا الطريق التي يسلكها أعداؤكم (ضجيج وشغب) ، نقحوا شرائعكم بطريقة توافق الشرائع الطبيعية، ابنوا عقيدتكم على النواميس الكهربائية والبخارية، فتجدوا أنفسكم إذ ذاك قريبين من الله، لا بل أمام وجهه المنير القدوس، لا أخشى أن أقول إن عقيدتكم بغالية كانت أم حمارية أم حصانية هي فاسدة من الأصل (لبيط وشغب) . (صوت من بين الخيل: أوقفوه أوقفوه.) (صوت من بين الحمير: اصمت يا كافر.)
رئيس الحمير :
ليس من اللائق بنا أن نشتم الثعلب في بيت صاحب الدعوة؛ إذ إننا كلنا ضيوف متساوون، فاسمحوا لي بأن أسأله أن يبين لنا مواضع الفساد موضعا موضعا.
الثعلب :
أنا فاعل إن أصغيتم، وكففتم عن اللبيط والنهيق، خذوني بحلمكم قليلا، واعلموا بأنني لست كما تقولون مارقا كافرا، فأنا أغار على النواميس الحقيقية، والعقائد القويمة، وأذب عنها ما استطعت، أنتم تجدفون على الإله العظيم بجعلكم إياه إله غضب وظلم وحقد ومحاباة، أنتم تنددون بعبادة الأصنام، وتعبدون بنفس الوقت الصور والتماثيل، أنتم تحاولون مقاتلة النواميس الطبيعية الظاهرة في الكهربائية والبخار بنواميس غير طبيعية لا توجد إلا في عقيدتكم وعقولكم فقط، فالتجسد لا يوافق النواميس الطبيعية والمخاطبة الشفاهية بين الخالق والمخلوق مخالفة لأحكام العقل، واللبوة التي لا يضاجعها الأسد لا تحبل، هذا ما يعلمنا إياه الله بمظاهره الطبيعية المتعددة، والعجائب التي قيل: إنها حدثت في قديم الزمان لا تحدث الآن، والأسد الذي يموت يموت إلى الأبد، ولا يعود إلى هذه الحياة ثانية، وجهنمكم الأبدية هي من الآثار البربرية، وقصة الحوت الذي بلع يونان لا أقدر على بلعها، والشمس التي وقفت في نصف النهار هي شمس اصطناعية كالشمس التي تشرق على المراسح في الملاهي البشرية، وكان قد كثر الضجيج، وساد اللغط، وزال النظام، فهم بعض الحمير والبغال بالخروج والبعض كانوا يصرخون قائلين: «أوقفوه كبلوه بالحديد قد كفر وجدف فاصلبوه، احرقوه، اشنقوه!» أما الثعلب فلم يعد والحالة هذه قادرا على تتمة خطابه، فعاد إلى مجلسه على خلاف ما قام عليه قام بين ضجيج الاستحسان، فعاد بين لبيط، وصفير الاستهجان.
أحد الحمير :
إني أطلب محاكمة الثعلب المارق المجدف في مجلس التفتيش.
أحد البغال :
إني أطلب تكبيله بالحديد أولا كي لا يفر هاربا.
نامعلوم صفحہ