ذمّ من لا يصون جاره
قال الحطيئة «١»:
لمّا بدا لي منكم ذات أنفسكم ... ولم يكن لجراحي فيكم آس «٢»
أزمعت ياسا مبينا من جواركم ... ولن ترى طاردا للحرّ كالياس
قال المتنبّي:
رأيتكم لا يصون العرض جاركم ... ولا يدرّ على مرعاكم اللبن
جزاء كلّ قريب منكم ملل ... وحظّ كلّ محبّ منكم ضغن «٣»
وقال رجل لابن الزيات: أمتّ إليكم بجواري، فقال نسب بين حيطان، نظم ذلك بعضهم فقال:
أرى الجوار نسبا بين الجدر ... والعطف والرقة حينا والخور «٤»
طباع نسوان وصبيان غرر
ذمّ من لا نصرة لديه
قال إبراهيم بن العباس:
وإني إذا أدعوك عند ملمّة ... كداعية بين القبور نصيرها «٥»
قال ريقان:
فما دار عمّي لي بدار خفارة ... ولا عهد عمّي لي بعهد جوار
قال عامر:
فجارك عند بيتك لحم ظبي ... وجاري عند بيتي لا يرام «٦»
وقال آخر:
تركوا جارهم يأكله ... ضبع الوادي ويرميه الشّجر «٧»
وسأل سليمان بن علي خالد بن صفوان عن ابنيه فقال كيف تحمد جوارهما فأنشد:
أبو مالك جار لها وابن برثن ... فيا لك جاري ذلّة وصغار «٨»
وفي المثل: لا حرّ بوادي عوف.