مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدة
مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدة
اصناف
Vena Cava ، إنه أجوف لأنه يستقبل كامل الدم تقريبا، ليوصله إلى القلب، إنه نوع من الجوف الوعائي الهائل، وهو أيضا غامض ومخيف لأنه «أجوف»، ومعروف أن إصابته من أخطر الإصابات الوعائية على الحياة وأصعبها إصلاحا. التعريب ليس دائما تخريبا، كما ترون، إنه على العكس سلاح إضافي بالنسبة للطبيب العربي (مثلا) لأن لغة الدراسة ولغة الممارسة هي نفسها، وإذا ما قرر أن يتخصص فإنه بالتأكيد سيكون قادرا على تخطي عوائق تعلم لغة جديدة (وبخاصة عندما يكون قد تعلم أثناء دراسته الجامعية المصطلحات الأساسية باللغة الأجنبية كما هي الحال في دمشق).»
35
يقول د. يحيى الرخاوي: «المسألة هي أن اللغة العربية تعلن عن، وتمثل، حضارة راسخة سجلت بلسان عربي، وظلت نفس اللغة قائمة كما هي بأقل قدر من التشويه، أرسخ من كل لغات العالم الحالية ... فهي تاريخ بشري قائم بيننا/فينا، وربما هو قادر على أن يلحق بنا ينبهنا ولعله يسعفنا ونحن نتشوه بلغات جزئية نشأت في ظروف حضارية مشكوك في بعض أوجه عطائها. ومسألة دراسة الطب بالعربية إن كانت مجرد ترجمة من لسان إلى لسان فلا فرق ولا مبرر ولا تغيير، أما إذا كانت الدعوة هي انطلاقا من اللغة العربية بما تعنيه من «كلية الحضور»، وفنية الترابط، ودفء العلاقات، والتناغم مع الطبيعة، فلا بد أن تختلف ممارسة الطب، عامة، من واقع العربية ليصبح أقرب إلى العلوم الإنسانية التي تستعمل مفردات العلم، وليس مجرد صيانة أجزاء إنسان لها عمرها الافتراضي لا أكثر ... وأهمية الطب بوجه خاص ليكون بلغة من يمارسه هو أن تاريخ هذا الفن يقول إنه كان دائما من علامات حضارة أي أمة، فتقدم الطب هو من أول النشاطات الدالة على نهضة أمة من الأمم، وهو يأتي في ذيل قائمة التدهور عند انحلال الأمم، أي أنه أول من ينشط تقدما وآخر ما يضمحل تدهورا، أفلا ينبهنا هذا إلى أهمية أن يكون بلغة قومه بأي ثمن؟»
36 (3) التعريب ضرورة لغوية
إن لغة لا تسقى بماء العلوم هي لغة في طريقها إلى الموت.
د. خليل النعيمي
أن نعرب العلم يعني أن نعلمن
37
العربية، أي نعلمن عقولنا وأطرنا الذهنية ومورفولوجيتنا الدماغية، أما أن نتحدث العلم بالإنجليزية وعقولنا مصبوبة بلغة كهفية حرمت قرونا من النور فتعاطت الوهم وتقولبت بالخرافة، فذاك انفصام معوق يجعلنا غرباء عن العلم مهما حفظناه وتقولناه، ويجعلنا عاجزين عن الإضافة الحقيقية إليه والإبداع الأصيل فيه، وهو واقع صلب لا محل فيه لجدل ولا نملك وجها لنقاشه.
إن جميع الألسن قد لحقت بركب العلم وامتزجت بنوره، «إلا لساننا الذي فاته قطار التحديث فبقي يجتر ذاكرته التراثية كبديل عن الالتحاق بقافلة المعارف والعلوم التي أقلعت في القرن السابع عشر بدونه.»
نامعلوم صفحہ